![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وسيُسلِمُكُمُ الوالِدونَ والإِخوَةُ والأَقارِبُ والأصَدقاءُ أَنفُسهم، ويُميتونَ أُناساً مِنكم، "يُميتونَ أُناسًا مِنكُم" فَتُشيرُ إِلى أَنَّ بَعضَ المُؤمِنينَ سَيُقتَلونَ بِسَبَبِ إيمانِهِم، أَي سَيَنالونَ إِكليلَ الاِستِشهادِ، لَكِنَّ هَذا لا يَنطَبِقُ عَلى الجَميعِ. يُنَوِّهُ لوقا هُنا إِلى تَنَوُّعِ مَصائِرِ المُؤمِنينَ في زَمَنِ الاضطِهادِ: فَالبَعضُ سَيَستَشهِدونَ، وَالبَعضُ سَيُعانونَ الاضطِهادَ دونَ أَن يُقتَلوا، وَلَكِنَّ صَوتَ الشَّهادَةِ لَن يُطفَأَ وَلَن يُسكَتَ رَغمَ العُنفِ. وَيُلاحَظُ أَنَّ لوقا يُقَدِّمُ صِياغَةً أَلطَفَ مِن مَرقُسَ وَمَتّى، اللَّذينَ يُظهِرانِ اِحتِمالَ استِشهادٍ أَوسَعَ (قارِن مَتّى 10: 21)، مِمّا يُبرِزُ قَصدَ لوقا في إِظهارِ رَجاءٍ وَسَطَ الأَلَمِ. وَفي هَذا الإِطارِ يُشَدِّدُ يَسوعُ عَلى أَنَّ الخَلاصَ لا يَقومُ عَلى النَّجاةِ الجَسَدِيَّةِ بَل عَلى الثَّباتِ الرُّوحِيِّ: إِنَّكُم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكُم (لوقا 21: 19). فَالاضطِهادُ لا يَهدِفُ إِلى إِسقاطِ المُؤمِنينَ، بَل يُصبِحُ في التَّدبيرِ الإِلَهِيِّ طَريقًا لِلتَّزكِيَةِ وَاكتمالِ الإيمانِ، حَيثُ يَتَحَوَّلُ الأَلَمُ إِلى مَجالٍ لِظُهورِ نِعمَةِ الصَّبرِ، وَالوَلاءِ لِلمَسيحِ حَتّى النِّهايَةِ. يقول القديس اوريجانوس "الصَّبرُ لَيسَ بِالانتِظارِ الخالي مِن العَمَل، بَل بِالثَّباتِ في فِعلِ الخَيرِ وَمَنعِ النَّفسِ مِنِ الاستِسلامِ لِليَأسِ" (عظة على سفر الخروج 6). |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|