![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هذا الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه سَتأتي أَيَّامٌ لن يُترَكَ مِنه حَجَرٌ على حَجَر مِن غَيرِ أَن يُنقَض. تُشِيرُ عِبَارَةُ "هٰذا الَّذِي تَنظُرُونَ إِلَيْهِ" إِلى كَلَامِ يَسُوعَ المُوَجَّهِ إِلى الشَّعْبِ وَتَلَامِيذِهِ بِشَأْنِ الهَيْكَلِ، مُبَيِّنًا الغَايَةَ الحَقِيقِيَّةَ مِنَ النُّبُوءَةِ الَّتِي يُعْلِنُهَا: فَكَمَا أَنَّ التَّلَامِيذَ ٱنبَهَرُوا بِعَظَمَةِ البِنَاءِ وَجَمَالِهِ، أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَكْشِفَ لَهُمْ هَشَاشَةَ ٱلاتِّكَالِ عَلَى المَظَاهِرِ الخَارِجِيَّةِ لِلْعِبَادَةِ. فَإِعْلَانُهُ عَنْ دَمَارِ الهَيْكَلِ وَأُورَشَلِيمَ هُوَ بِمَثَابَةِ عَمَلٍ رَمْزِيٍّ وَنَبَوِيٍّ يُشْبِهُ "نَفْضَ غُبَارِ الرِّجْلَيْنِ" فِي وَجْهِ المَدِينَةِ الَّتِي رَفَضَت مَسِيحَهَا (رَاجِعْ مَتَّى 10: 14)، فَأَصْبَحَتْ عُرْضَةً لِلْخَرَابِ. فِي الحَقِيقَةِ، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ قُدْسِيَّةِ الهَيْكَلِ وَمَكَانَتِهِ فِي قَلْبِ الحَيَاةِ الدِّينِيَّةِ اليَهُودِيَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ تَحَوَّلَ، بِسَبَبِ الرِّيَاءِ الدِّينِيِّ، إِلَى عَائِقٍ أَمَامَ العِبَادَةِ الرُّوحِيَّةِ الحَقِيقِيَّةِ، إِذِ ٱنشَغَلَ الشَّعْبُ بِعَظَمَةِ البِنَاءِ وَتَغَافَلُوا عَنْ قُدْسِيَّةِ الحَيَاةِ أَمَامَ اللهِ، فَكَانَ ٱهْتِمَامُهُمْ مُوَجَّهًا نَحْوَ إِصْلَاحِ الحِجَارَةِ لَا إِصْلَاحِ القُلُوبِ. وَقَدْ كَرَّسَ مُعْظَمُ الأَنْبِيَاءِ رِسَالَتَهُمْ لِتَصْحِيحِ هٰذَا ٱلانْحِرَافِ، وَعَلَى رَأْسِهِمُ النَّبِيُّ إِرْمِيَا الَّذِي وَبَّخَ الشَّعْبَ قَائِلًا: "لَا تَتَّكِلُوا عَلَى كَلَامِ الكَذِبِ قَائِلِينَ: هٰذَا هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ!" (إِرْمِيَا 7: 4)، فِي إِشَارَةٍ إِلَى ٱكْتِفَائِهِمْ بِالشَّكْلِ دُونَ الجَوْهَرِ. وَقَدْ تَبِعَهُ النَّبِيُّ حِزْقِيَالُ مُؤَكِّدًا أَنَّ ٱنشِغَالَ الشَّعْبِ بِالمَبْنَى دُونَ القَدَاسَةِ الدَّاخِلِيَّةِ أَدَّى إِلَى خَرَابِ الهَيْكَلِ الأَوَّلِ سَنَةَ 586 ق.م عَلَى يَدِ نَبُوخَذْنَصَّر (حِزْقِيَالُ 10: 18-19). وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ يُوحَنَّا الذَّهَبِيُّ الفَمِّ عَلَى هٰذِهِ النُّقْطَةِ قَائِلًا: "لَمْ يُرِدِ الرَّبُّ أَنْ يَدِينَ الحِجَارَةَ وَلَا البِنَاءَ، بَلْ أَرَادَ أَنْ يُصْلِحَ النُّفُوسَ؛ فَهُوَ لَا يَطْلُبُ جَمَالًا مَحْسُوسًا، بَلْ قَلْبًا نَقِيًّا يَسْكُنُ فِيهِ"؛ مُشَدِّدًا عَلَى أَنَّ المَعْبَدَ الحَقِيقِيَّ هُوَ ٱلتَّقْوَى وَالقَدَاسَةُ فِي القَلْبِ. |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|