فلَمَّا رآهُم قالَ لَهم: ((اُمضُوا إلى الكَهَنَة فَأَرُوهُم أَنفُسَكم)).
وبَيْنَما هُم ذاهِبونَ بَرِئوا.
"بَينَما هُم ذاهِبونَ بَرِئوا" فَتُشيرُ إلى أنَّ البُرْصَ نالوا الشِّفاءَ الكاملَ في الطَّريقِ، مَع أنَّ المسيحَ لم يَلمسْهُم.
غير أنَّهم أظهروا إيمانَهُم العمليَّ بطاعتهم حينَ انطلقوا فورًا، دونَ تردُّدٍ أو انتظارٍ لِعلامةٍ حِسّيَّة.
فلو ظَلّوا في مَكانِهم، لظلّوا في داءِ البَرَص، لكنَّ طاعتَهُم لكلمةِ يسوعَ خَلَّصَتهُم وأبعَدَتْ عنهم اللَّعنة.
في رسالةِ يسوعَ، كان شِفاءُ المرضى على رأسِ قائمةِ أعمالِه اليوميّة، كما يَذكُرُ إنجيلُ مرقس:"حَيثُمَا كانَ يَدخُلُ، سَواءٌ القُرى أو المُدُنَ أو المَزارِع، كانوا يَضَعونَ المَرضى في السّاحات، ويَسأَلونَهُ أنْ يَدَعَهم يَلمِسونَ ولو هُدبَ رِدائِه.
وكانَ جميعُ الّذينَ يَلمِسونَهُ يُشفَون" (مرقس 6: 56).وهكذا يُعلّمنا هذا الموقف أنَّ الإيمانَ الحقيقيَّ ليس في الرؤية، بل في السَّير على كلمةِ الربّ