![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشجاعة ليست في عدم السقوط بل في القدرة على النهوض الجميلة التي اصطدم وجهها بالنصل: قصة جيسيكا دُبي كانت القاعة تموج بالتصفيق، والإضاءة البيضاء تنعكس على سطح الجليد اللامع. في منتصف الحلبة، وقفت جيسيكا دُبي، فتاة كندية في العشرين من عمرها، إلى جانب شريكها بريس كيمر. الثنائي كان من أفضل من قدّموا عروض التزلج الفني على الجليد في كندا، ثقة وانسجام وجمال وحلم… حلم أن يصبحوا أبطال العالم. كانت أنغام الموسيقى تنساب بهدوء، والجمهور يتنفس بإعجاب وهم يشاهدون كل حركة متقنة، كل دوران دقيق، كل لمسة تنطق بالانسجام بينهما. لكن ما لم يعرفه أحد في تلك اللحظة… أن الجليد، رغم جماله، يخفي دائمًا وجهًا آخر — وجهًا باردًا، قاسيًا، لا يرحم لحظة فقدان تركيز. في عام 2007، أثناء مشاركتهما في بطولة التزلج الرباعي في كولورادو، قرر الثنائي أن ينفذا حركة جديدة — دوران مزدوج متقابل، يتطلب تنسيقًا دقيقًا في المسافة والسرعة والزمن. كل شيء كان محسوبًا بالميلي ثانية، وكل تدريب كان يسير بدقة. لكن على الجليد، ثانية واحدة قد تقلب الحلم إلى كابوس. بدأت الحركة… استدار الاثنان بسرعة هائلة، يدوران في اتجاهين متعاكسين، والهواء يصفّر حولهما. فجأة — في جزء من الثانية — اقتربت جيسيكا أكثر من اللازم. النصل المعدني في حذاء بريس ارتفع… واصطدم بوجهها مباشرة! صوت معدني خافت… ثم صمت. الموسيقى توقفت. الجمهور تجمّد مكانه. الدماء تساقطت على الجليد الأبيض، ترسم خطوطًا حمراء حادة وسط الصمت التام. بريس ألقى بنفسه بجانبها مذهولًا، والمدربون اندفعوا إلى الحلبة، والمذيع لم يجد ما يقوله. كان المشهد كأنه لقطة من فيلم رعب حقيقي. نُقلت جيسيكا بسرعة إلى المستشفى، والكل كان يخاف من الأسوأ. لكن رحمة الله كانت حاضرة — الجرح كان عميقًا لكنه لم يُصِـب عينيها بالأعلى أو رقبتها بالأسفل. احتاجت عشرات الغرز في الوجه، وأسابيع طويلة من العلاج، ثم شهورًا من التعافي النفسي قبل أن تجرؤ على العودة للجليد. لكنها عادت. لم تستسلم، لم تبتعد عن حلمها. وقفت على نفس الجليد مرة أخرى، بنفس الشريك، وبنفس الإصرار، لتُثبت أن الشجاعة ليست في عدم السقوط… بل في القدرة على النهوض بعد الألم. قصتها أصبحت تذكرة خالدة: أن الجمال والرقي في الرياضة لا يعني غياب الخطر، وأن حتى الحركات البديعة تخفي بين طياتها سيوفًا حا*دة، وأن الحرص المفرط أو الثقة الزائدة، إن اختل توازنهما لحظة واحدة، قد يتحول إلى كار*ثة. وفي النهاية، بقيت جيسيكا رمزًا لكل رياضي يعرف أن المجد له ثمن، وأن الشجاعة الحقيقية ليست في الفوز، بل في مواجهة الخطر… بابتسامة. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشجاعة ليست عدم الخوف |
السقوط مسموح اما النهوض فواجب |
أعطنا القدرة وقوة الشجاعة |
الشجاعة ليست غياب الخوف |
انتِ الوحيدة التي لديها القدرة على النهوض بنفسها .. |