![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رحمتنا بما خلق الله حولنا في عام 2021، وبين أمواج المحيط الهادئ الزرقاء العميقة، نزلت الغطّاسة والكاتبة الأسترالية سوزان برايور إلى المياه كعادتها، بحثًا عن جمال الشعب المرجانية وسحر الحياة البحرية حول جزيرة نورفولك. لكنها هذه المرة، لم تجد الجمال المعتاد... بل صادفت مشهدًا صاعقًا لا يُنسى. بين الأسماك الصغيرة التي ترقص في ضوء الشمس، لمحت سوزان سمكة بوري تسبح ببطء، وكأنها مثقلة بشيء غير مرئي. اقتربت منها أكثر، لتُصاب بالذهول والوجع في اللحظة نفسها: كان في رأس السمكة خاتم زواج ذهبي مغروس بإحكام، يلمع كأنه يصرخ من تحت الماء، في مشهد مؤلم يجمع بين الرمزية والعذاب. الخاتم، الذي قد تبلغ قيمته نحو ألف دولار، لم يعد رمزًا لوعدٍ أبدي بين قلبين، بل أصبح علامة على معاناة مخلوق بريء، ضحية لما نتركه نحن البشر خلفنا. شاركت سوزان قصتها على مدونتها وقالت بأسى: “رأيت من قبل أسماكًا محاصرة في البلاستيك... لكن هذا مختلف. هذا مؤلم على مستوى أعمق. إنه تذكير بأن حتى رموز الحب يمكن أن تجرح الحياة إن خرجت عن مكانها الطبيعي.” لقد كانت الصورة التي التُقطت في فبراير 2021 أكثر من مجرد لقطة نادرة؛ كانت صفعة من الحقيقة، تُظهر كيف يمكن لغفلةٍ بسيطة — خاتم يسقط في البحر أو يُرمى من شاطئ — أن تتحول إلى مأساة حقيقية لكائن لا ذنب له. من كان يظن أن قطعة ذهب صغيرة، ترمز للحب الأبدي، ستتحول في يومٍ ما إلى أداة ألمٍ في قلب المحيط؟ هذه الحادثة المدهشة تُذكرنا بأن البحر ليس سلةً لمخلفاتنا، بل عالم نابض بالحياة، يتأذّى بصمتٍ من تصرفاتنا اليومية. وأن الحب الحقيقي، إن كان صادقًا، لا يُقاس بخاتم، بل بمدى رحمتنا بما خلق الله حولنا. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|