* لا تتبع راحة الجسد، ولكن صلِ وصلِ بجد واهتمام حتى ولو كنت طول النهار تكد وتتعب. لا تكن مهملًا في الصلاة المقدسة، بل انتصب وقل صلاتك من قلبك حتى نهايتها، لأنها واجب عليك نحو الله. "لا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي لعيني نومًا، ولا أجفاني نعاسًا، ولا راحة لصدغي، إلى أن أجد موضعًا للرب (مز 132) أما إذا سمحت لنفسك أن تصلي بدون اعتناء، وليس من كل قلبك، فلن تجد راحة في صلاتك أو بعد صلاتك، فإن أردت أن تستريح حقًا، فاغسل خطاياك بالدموع أمام الله. "أعوم كل ليلة سريري، وبدموعي أبل فراشي" (مز 6). إذن احترس أن لا تمدد جسدك أمام الله، وتزدري بالصلاة من أجل راحة الجسد.
القديس مار إسحق السرياني
* يقول: لأنني من نسله، وأنت قبلته من أجل غيرته، وقلت أنك تثبت نسله ومملكته، لهذا الآن نسألك تحقيق هذا الاتفاق. لم يقل: "حتى أبني (الهيكل)"، وإنما حتى "أجد مقامًا للرب ومسكنًا" [5]... إنه يذكِّره بأنه هو نفسه الباني أكثر منه أنه الابن... لاحظوا حماسته: إنه لم يقل فقط أنه لا يدخل البيت ولا يصعد على سرير فراشه، إنما ولا يجد راحة للتمتع بهذه الأمور الصادرة عن ضرورة الطبيعة، ما لم يجد مقامًا ومسكنًا لإله يعقوب. لاحظوا مرة أخرى غيرته وانسحاق قلبه: الملك المُسلط على كل شيء يقول: إلى أن أجد مقامًا ومسكنًا لإله يعقوب. لم يهدف فقط نحو البناء، بل في إيجاد مقام لائق ومناسب للهيكل، الأمر الذي يحتاج إلى بحث؛ وكانت نفسه يقظة لهذا الأمر.
القديس يوحنا الذهبي الفم