![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ كُلَّ ذُلِّهِ [1]. يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم على المتسائلين كيف يُقال عن داود "وكل دعته"، مع أنه رجل حرب، وكيف يُقال عن موسى: "كان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض (عد 12: 3)، بالرغم من موقفه مع فرعون خاصة في حدوث الضربات العشرة، وموقفه مع المصري الذي كان في نزاع مع يهودي... يجيب بأن من وداعة موسى أنه لم يدافع قط عن نفسه، ولم يحمل عداوة شخصية، ولا طلب انتقامًا لمن أخطأ إليه شخصيًا. ونفس الأمر بالنسبة لداود النبي. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن سرّ وداعة داود النبي ليس فقط سلوكه وتعامله مع الذين أساءوا إليه، وإنما ما هو أهم أمران: الأول أنه كان يخاف الله ويرتعد من كلمته، أي أن كلمة الله كانت نصب عينيه وعلة تقواه، والأمر الثاني مع اشتياقه لبناء الهيكل والإعداد له وبناء أورشليم مدينة الله. كان مهتمًا بالتجديد في الحياة الروحية بروح الوداعة والتواضع، يربط بين الهيكل الخارجي وهيكل النفس الداخلي. * داود بحسب واقع التاريخ كان ملك إسرائيل، ابن يسى. بالحق كان وديعًا كما تشهد الأسفار المقدسة نفسها... كان وديعًا فلم يرُد الشر بالشر لمضطهده شاول. احتفظ أمامه بتواضعٍ شديدٍ، حيث تحدث معه كملكٍ، وحسب نفسه كلبًا، ولم يُجب على الملك بتشامخ أو فظاظة، مع أنه أكثر منه في القوة بالرب. إنما سعى أن يسترضيه بالتواضع، ولا يثيره بالكبرياء. لقد سُلِّم شاول له تحت سلطانه من قِبَل الرب الإله، ليفعل به كما يشاء، وإذ لم تصدر إليه وصية بقتله قدَّم له الرحمة التي قدمها الله له. القديس أغسطينوس * التحدث عن وداعته يقتضي ذكر قصصه فيما فعله مع شاول ومع إخوته ويوناثان، وصبره على الجندي الذي صب له شتائم بلا حصر (2 صم 16: 5-13)، وأمور أخرى أكثر أهمية من هذه، قادته إلى فكره الرئيسي (منهجه) على نقطة حساسة كانت واضحة في غيرته. والآن لماذا فعل هذا؟ لسببين: الأول: مسرة الله الخاصة به. يقول الكتاب: اُذكر إلى من أنظر، إن لم يكن للوديع والهادئ الذي يرتعد من كلامي (راجع إش 66: 2). الثاني: دافعه الرئيسي نحو إقامة الهيكل وبناء المدينة وإصلاح الطريق القديم للحياة، الأمور التي وجه إليها اهتمامه. * يا لعظمة هذا الرجل! ويا لسمو روحه! هذا الذي كان الناموس يطالبه "عين بعين وسن بسن" (تث 19: 22) فإنه لم يبلغ إلى هذه الدرجة فحسب بل نال درجة عالية من الحكمة. ولم تقف حكمته في عدم قتل شاول الخصم العنيف، بل ولم ينطق بكلمة غير لائقة ضده، مع أنه لو تكلم ما كان شاول يسمعه. أما نحن فكثيرًا ما نتكلم بالشر حتى ضد أصدقائنا عندما يكونون غائبين. يا لحنان روحه! إنه بحق قد تبرر كما جاء في القول: "أذكر يا رب داود وكل دعته (وداعته)" (مز 132: 1). لنقتدِ به فلا ننطق بكلمة ضد عدونا ولا نصنع به شرًا بل نقدم له الخير قدر المستطاع، فإننا بهذا نصنع خيرًا مع أنفسنا أكثر مما نصنعه معهم. فقد أمرنا أن نغفر لأعدائنا فتغفر خطايانا (مت 6: 14). القديس يوحنا الذهبي الفم * الودعاء هم اللطفاء، والمتواضعون لا يبالون بالمظاهر، بسطاء في الإيمان، وصبورون في مواجهة أية إهانة. إذ يتشربون بوصايا الإنجيل يتشبهون بوداعة الرب القائل: "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29). وجد موسى أعظم نعمة لدى الله، لأنه كان وديعًا. "وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). الأب خروماتيوس |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|