منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 09 - 2025, 05:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,372,597

الغش في الموازين


الغش في الموازين:

13 «لاَ يَكُنْ لَكَ فِي كِيسِكَ أَوْزَانٌ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. 14 لاَ يَكُنْ لَكَ فِي بَيْتِكَ مَكَايِيلُ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. 15 وَزْنٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، وَمِكْيَالٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 16 لأَنَّ كُلَّ مَنْ عَمِلَ ذلِكَ، كُلَّ مَنْ عَمِلَ غِشًّا، مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ.

لا يليق الغِش في الموازين والمقاييس، كما يجب إلاَّ نحابي الوجوه فنزن لشخص بكيلٍ ولآخر بكيلٍ آخر، كأن نحابي الأغنياء على حساب الفقراء.
"لا يكن لك في كيسك أوزان مختلفة كبيرة وصغيرة.
لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة كبيرة وصغيرة.
وزن صحيح وحق يكون لك.
ومكيال صحيح وحق يكون لك،
لكي تطول أيَّامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك.
لأن كل من عمل ذلك، كل من عمل غشًا مكروه لدى الرب إلهك" [13-16].
خلق الله الإنسان لكي يتعامل مع أخيه بروح العدالة. فالتجارة والمعاملات هي فرص لا ليستغلها الإنسان فيقتني شيئًا ما ظلمًا، وإنَّما لكي يمارس برّ المسيح ويختبر الأمانة، فنسمع القول: "كنتَ أمينًا على القليل، أقيمك على الكثير". التهاون في الأمانة رجس في عيني الله القدُّوس والأمين. هنا نرى أن مبادئ العدالة يجب أن تسود المعاملات التجاريَّة (لو 6: 38).
أولًا: ليس فقط لا يستخدم الإنسان أوزان ومكاييل غاشة، وإنَّما لا يسمح لنفسه أن يقتنيها في بيته، حتى ولو لم يكن يستخدمها، إذ يقول: "لا يكن"، وليس "لا تستخدم". لا يجوز للإنسان أن يترك في بيته أو مكان عمله ما قد يسحبه نحو الخطيَّة.
ثانيًا: كل ظلمٍ نمارسه هو ممارسة للغش في الموازين، إذ نسيء تقدير الأمور. وكما جاء في عاموس: "اِسْمَعُوا.. أَيُّهَا الْمُتَهَمِّمُونَ الْمَسَاكِينَ لِكَيْ تُبِيدُوا بَائِسِي الأَرْضِ، قَائِلِينَ... لِنُصَغِّرَ الإِيفَةَ، وَنُكَبِّرَ الشَّاقِلَ، وَنُعَوِّجَ مَوَازِينَ الْغِشِّ. لِنَشْتَرِيَ الضُّعَفَاءَ بِفِضَّةٍ، وَالْبَائِسَ بِنَعْلَيْنِ، وَنَبِيعَ نُفَايَةَ الْقَمْحِ" (عا 8: 4-6).
رابعًا: جاءت كلمة أوزان في العبريَّة: "Eben" أو "Waa’aaben"، معناها "حجر"، حيث كانت الحجارة تُسْتَخْدَم كأوزان. يتم الغش بأن يضع الإنسان مجموعتين من الحجارة، إحداهما ثقيلة والأخرى خفيفة، يستخدِم الأولى عندما يشتري شيئًا، والأخرى عندما يبيعه. [راجع خر 16: 16؛ لا 19: 23).
خامسًا: الغش جريمة موجَّهة ليس ضد من نتعامل معه بل مع المجتمع ككل. فإن الإنسان الذي يقتني ربحه بالغش والخداع لا يشعر بقيمة ما لديه، فيبذِّره بطرقٍ خاطئة. ومن جانب آخر فإن من يقع عليه الغبن بسبب الغش هو جزء لا يتجزَّأ من المجتمع. فما يصيبه من ضرر يصيب المجتمع ككل. هذا وأن الغش ينزع عن الإنسان وعمَّن حوله بركة الرب.
يليق بكل إنسان أن يرى في متجره أو مكتبه أو مصنعه عرش الله معلنًا، والسيِّد المسيح حاضرًا. لذا يسلك بما يليق بموضع يسكنه الرب نفسه. نجاح العمل لا في كثرة الربح بل في الشهادة الحيَّة لعمل الله الذي يبارك ويهب نجاحًا للأمناء في تصرُّفاتهم.
سادسًا: الأمانة في الموازين والمكاييل تكشف عن قلب محب للعدالة، فيتمتَّع المؤمن ببركة الرب، وتطول أيَّامه على الأرض، أمَّا الغش والظلم أو المحاباة فتسقطه تحت اللعنة. فإن الله يبغض كل أنواع الغش. يقول سليمان الحكيم: "موازين غش مكرهة الرب، والوزن الصحيح رضا" (أم 11: 1). "معيار فمعيار، مكيال فمكيال، كلاهما مكرهة عند الرب" (أم 20: 10).
استخدام الموازين والكيل الحق يشير إلى روح التمييز الداخلي، فلا يزن الإنسان لنفسه بميزانٍ ولغيره بميزانٍ آخر،
وكما يقول الأب ثيوناسفي مناظرات القديس يوحنا كاسيان:
[فإذ يسكن في ضميرنا قاضٍ عادلٍ غير مرتشٍ، فإنَّه حتى إن أخطأ الكل لكن نقاوتنا الداخليَّة لن تنخدع قط. وهكذا يلزمنا أن نحتفظ بهدوء دائم في قلبنا المتيقِّظ بكل اجتهاد واهتمام، حتى لا يضل حُكم إفرازنا، فننشغل بمجرَّد صوم مملوء حماقة (أي مفرط) أو بتلذُّذ باسترخاء زائد. وهكذا نثقِّل قوَّتنا في ميزان غير سليم. إنَّما يجب علينا أن نضع نقاوة نفوسنا في كفَّة وقوَّتنا الجسميَّة في كفَّة أخرى، ونزنهما بحكم ضميرنا العادل، حتى لا نميل منحرفين إلى كفَّة على حساب الأخرى، أي إلى حزم غير لائق أو استرخاء بتفريط.
إذن ليس بغير سبب يوبِّخ الرب من يخدع نفسه باعتبارات غير صحيحة فيقول: "إنَّما باطل بنو آدم. كذب بنو البشر. في الموازين هم إلى فوق" (مز 62: 9). لهذا يوصينا الرسول المبارك أن نقبض بزمام الإفراز ولا ننحرف إلى المغالاة في أي الطريقين (رو 12: 3). ويمنع واهب الشريعة نفس الأمر قائلًا: "لا ترتكبوا جورًا في القضاءِ لا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل" (لا 19: 35).
إذن يجدر بنا ألاَّ تكون في قلوبنا موازين ظالمة، ولا موازين مزدوجة في مخزن ضميرنا، بمعنى أنَّه يجب علينا ألاَّ نحطِّم من يلزمنا أن نكرز لهم بكلمة الرب، بشرائع حازمة مغالى فيها أثقل ممَّا نحتملها نحن، بينما نعطي لأنفسنا الحريَّة ونخفِّف منها... لأنَّه إن كنا نزن لإخوتنا بطريقة ولأنفسنا بأخرى يلومنا الرب بأن موازيننا غير عادلة ومقاييسنا مزدوجة، وذلك كقول سليمان بأن الوزن المزدوج هو مكرهة عند الرب والميزان الغاش غير صالح في عينيه (راجع أم 20: 10)].
يليق بنا ألاَّ يكون لنا مِكْيالان أحدهما للكهنة والآخر للشعب، فالكل أعضاء في جسد المسيح الواحد، ويخضع لرب واحد، ويتمتَّع بحياة واحدة في المسيح يسوع. إن أخطأ الكاهن، أيَّا كانت رتبته لا يعفيه كهنوته من التأديب، بل تكون عقوبته مضاعفة بسبب كثرة معرفته.
* بالحقيقة لا يوجد تمييز بين الشعب والكهنة.
القدِّيس غريغوريوس النزينزي
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اليوم نور✨ نور قلب كل الموازين
سيقلب الله كل الموازين
أخطر ما في الغش عمومًا هو الغش في الأدوية
كلنا في الموازين الي فوق
هو مش هايعرف يقلب الموازين


الساعة الآن 11:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025