يرسل شيوخ مدينته ويأخذونه من هناك ويدفعونه إلى يد ولي الدم فيموت. لا تشفق عينك عليه، فتنزع دم البري من إسرائيل فيكون لك خير" [11-13].
حرصت الشريعة على حماية أصحاب القلوب النقيَّة والنيَّة الطاهرة، وبغير عمد تسببوا في قتل آخرين فبنت لهم مدن الملجأ. وفي نفس الوقت رفضت الشريعة الإلهيَّة حماية أصحاب القلوب الشرِّيرة، الذين يحملون بغضة وكراهيَّة لاخوتهم ويقومون بقتلهم، فإن مدن الملجأ لم تُبنَ لأمثالهم. إن هربوا إليها يسحبون منها ويُقتلون.
إنها صورة مُرّة لبعض الأشرار الذين يخفون قلوبهم الذئبية البغيضة برداء التدين، الذي يلزم أن يُشق الثوب تمامًا ويُفضح الشرِّير وينال ثمرة شره، ما دام لم يتب.
لا توجد مدينة ملجأ للقلوب البغيضة، فإن مسيحنا كلي الحب يفتح أبواب قلبه لمن يود أن يعيش بالحب، أمَّا من يحمل كراهيَّة فليس له موضع فيه. مسيحنا مدينة ملجأ لمن يغتسل من جرائمه في دمه، فبالرحمة الإلهيَّة الملتحمة بالعدل يستقر المؤمن في المسيح ويتمجد معه إلى الأبد. أنَّه يحتضن الخطاة التائبين، المعترفين بخطاياهم، والذين يتبرَّرون بالإيمان