أن المواهب الروحية هامة لخدمة الكنيسة، لكن الرسول نفسه يفضِّل عليها المحبة، حين يقول: “جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضاً أُرِيكُمْ طَرِيقاً أَفْضَلَ إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِى مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ” (1كو 31:12 ،1:13)… ثم يقول بعد ذلك: “وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِى وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ… أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ” (1كو 13،8:13).
لهذا يجب أن نصلى لكى نحب بعضنا بعضاً من قلب طاهر وبشدَّة، لأن كل الناموس فى كلمة واحدة يكمل: “تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ” (غل 14:5). وهذا مستحيل، ما لم نفتح قلوبنا للرب، ليسكن فيها ويفرحها، وذلك حينما ننفذ وصية “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ” (مت 37:22-39).
“لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِى قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” (رو 5:5)… فلنطلب من روح الله أن يسكب محبته الإلهية فى قلوبنا، فالمحبة هى طريقنا إلى الملكوت، بل هى الملكوت نفسه، لأن “اللهُ مَحَبَّةٌ” (1يو 4 :16).