منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 08 - 2025, 10:16 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,997

مُرَبِّيَةُ رُسُلٍ


مُرَبِّيَةُ رُسُلٍ
لكن لا تفتكروا فقط بأنفسكم: بل أوسعوا قلبكم ليتمكّن من احتواء البشريّة جمعاء. وافتكروا أوّلاً بالّذين يحيطون بكم – بأهلكم، وإخوتكم وأصدقائكم، ورفاقكم – وابحثوا في كيفيّة اجتذابـهم إلى تعميق صداقتهم مع ربّنا. فإذا كانوا مخلصين وشرفاء، وأهلاً للإقتراب أكثر من الله، ضعوهم بطريقة خاصّة تحت حماية السّيّدة العذراء، وصلّوا أيضًا من أجل سائر النّفوس الّتي تعرفونـها، فإنّنا نحن البشر، على المركب نفسه نبحر.
كونوا مستقيمين وكرماء. لإنّنا نؤلّف جسداً واحدًا، جسد المسيح السرّي، جسد الكنيسة المقدّسة، وقد دعي إليها جميع البشر، الّذين يفتّشون عن الحقيقة بإستقامة. لذلك تقع على كاهلنا مسؤوليّة واجب إظهار نوع وعمق محبّة المسيح، للآخرين. فلا يمكن أن يكون المسيحيّ أنانيًّا؛ وإلاّ، فإنّه يخدع دعوته الخاصّة. وإنّ اكتفاء المرء بالحفاظ على نفسه بسلام وعدم الاكتراث بخير الآخرين ليس موقفًا مسيحيًّا، وما هذا إلاّ سلامًا مخادعًا. فإذا كنّا قد رضينا بالتّحديد الحقيقيّ للحياة الإنسانيّة – ألّذي كشفه لنا الإيمان – فلا يعقلُ أن نبقى بسكون، مقتنعين بأنّنا حسنًا نفعل، فيما نحن لا نجهد بطريقة عمليّة وملموسة لتقريب الآخرين من الله.
ففي الحياة الرّسوليّة، يوجد عائق حقيقيّ وهو الإدراك المغلوط للاحترام، والخوف من مقاربة مواضيع روحيّة، لأنّنا نشعر بأنّ محادثة كهذه لا تكون مناسبة في بعض الأوساط، لأنّها قد تثير الحساسيّات. كم مرّة حجبت تلك الأفكار الأنانيّة! إذ ليس المقصود إزعاج كائنٍ من كان، بل بالأحرى خدمته. وعلى الرّغم من عدم جدارتنا، فإنّ النّعمة تجعل منّا أدوات قادرة على خدمة الآخرين، لنقل هذه البشرى الجديدة لـهم: “إنّ الله يريد أن يخلُص جميع النّاس ويبلغوا إلى معرفة الحقّ”.
فهل يحقّ لنا التّدخّل في حياة الآخرين بـهذا الأسلوب؟ أجل، وهو أيضًا ضروريّ. فالمسيح تدخّل في حياتنا دون أن يستأذننا! وهذا ما فعله مع التّلاميذ الأوائل: “وكان سائرًا على شاطئ بحر الجليل، فرأى سمعان وأخاه أندراوس يلقيان الشّبكة في البحر، لأنّهما كانا صيّادين، فقال لهما: إتبعاني أجعلكما صيّادَي بشر”. وكلّ فرد يحتفظ بالحرّيّة، تلك الحرّيّة المغلوطة التّي تجيب الله بالنّفي، على مثال ذلك الشّاب الغارق بالثّروات، ألّذي يتحدّث عنه القدّيس لوقا. لكنّ الرّبّ قد أمرنا بذلك بقوله: “إذهبوا في العالم كلّه، وأعلنوا البشارة”، ونحن أيضًا لنا الحقّ وعلينا واجب الحديث عن الله، عن هذا الموضوع الإنساني فيما بيننا، لأنّ الشّوق إلى الله هو أعمق ما في باطن الإنسان.
فيا قدّيسة مريم، “سلطانة الرّسل”، سلطانة جميع الّذين يرغبون بشوق أن يعلنوا حبّ ابنك، أنتِ يا من تفهمين جيّدًا تعاستنا، إسألي الغفران لحياتنا؛ لكلّ ما كان يجب أن يكون فينا شعلة وأضحى رمادًا ؛ لهذا النّور الّذي لم يعد ينير، لهذا الملح الّذي فقد طعمه. يا أمّ الله، أنتِ من تنالين كلّ ما تطلبين، أمنحينا، مع الغفران، القوّة لنعيش حقًّا بالإيمان والحبّ،لننقل إيمان المسيح إلى الآخرين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وَقَدْ رَسَمَ يُوحَنَّا المَعْمَدَانُ صُورَةً وَاضِحَةً لِهٰذَا الحَصَادِ
أيوب | رَسَمَ حَدًّا عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ
من رَسَمَ صورة الله في داخلك


الساعة الآن 11:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025