18 - 05 - 2012, 04:40 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
كيف أميز الأب الروحي
حينما نتكلم عن آباء الكنيسة وقديسيها ، نرى أنهم حملان قدموا ذاتهم ذبيحة حب لملكنا وفادينا يسوع ، إذ قبلوا جراح المسيح وآلامه في حياتهم اليومية ، وقبلوا كل أنواع الآلام والمعاناة بشكر وصبر عظيم ، واختاروا الفقر الإرادي وباعوا كل شيء وتركوه من أعماق القلب وفضلوا عار المسيح وتعييرات العالم على أن يتمتعوا تمتع وقتي بما فيه ...
ونراهم أيضاً قد تحولوا لأسود دخلت حرب مع عدو الخير باسم ربنا يسوع وبقوة الروح القدس ومحبة الآب ، وسرهم الاتضاع والثقة الشديدة في محبة الله ، فغلبوا بقوة الله ...
الآباء الشيوخ الروحيين هم – عن جدارة بموهبة الروح القدس – أطباء نفوس حقيقيين . إنهم لا ينطقون أبداً بأقوال عاطفية باطلة لا طائل منها ، إنما هم يعطون الدواء الذي قد يكون في أغلب الحالات شديد المرارة ، ولكنه دائماً ذو فاعلية عظيمة ...
لا يوجد أحد – مهما كانت حالته – ينهض من أمام أب روحي محنك ذو خبرة روحية أصيلة واتضاع ومحبة عميقة وإيمان راسخ قوي وموهبة الروح القدس ، وهو في حالة يأس أو إحباط ؛ بل يغادر المكان عادة وهو منتعش الروح متجدد القوة ، متألق الوجه بالفرح ، عنده عزيمة قوية لينطلق نحو الله بمحبة وإصرار أنه يكون له ، وله اشتياق للصلاة عظيم ...
الآباء الروحيين بصفة عامة ليست فقط حكمتهم العالية هي التي تعمل وحدها ، بل أيضاً فاعلية صلواتهم وقوة محبتهم الأبوية الواضحة التي يدركها كل من يتعامل معهم ...
الأب الروحي الحقيقي الذي من الله ممتلئ وله موهبة الأبوة من الله ، هو صورة منعكسة لحب الله نحو البشر ...
أحبائي الغاليين في الرب
كتبت هذا الموضوع الهام لنقدر أن نميز ما بين الأب الروحي الذي من الله ويحمل في نفسه هذه الموهبة ، ومابين المدعين الأبوة وليس لديهم أي موهبة ، فيرشدون كل نفس كيفما أتفق حسب رأيهم الشخصي والذي يضر أكثر من أن ينفع ، لأن طب الروح يستلزم موهبة الروح ، لأن لا يعرف مداخل ومخارج الإنسان ويفحصها ويطببها إلا الروح القدس من خلال الموهبة التي يفيض بها على كل أب روحي حقيقي ...
أقبلوا مني كل تقدير
وأطلب من الله أن يكمل ما نقص من كلمات كتبتها ، وأن يظهر كل ما هو له ويكشف عن الحق الذي يرضيه ، ويهب لكل نفس التمييز لتعرف كل الأمور الخفية وتسير وفق تدبيره في حياة مستقيمة مملوءة نعمة وبركة وسلام وحب أصيل وإيمان راسخ ...
ولنصلي بعضنا من أجل بعض
النعمة معكم
منقول
|