![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الله يهدد بالتأديب 10 وَتَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ قَائِلًا: 11 «مِنْ أَجْلِ أَنَّ مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا قَدْ عَمِلَ هذِهِ الأَرْجَاسَ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِي عَمِلَهُ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَجَعَلَ أَيْضًا يَهُوذَا يُخْطِئُ بِأَصْنَامِهِ، 12 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. 13 وَأَمُدُّ عَلَى أُورُشَلِيمَ خَيْطَ السَّامِرَةِ وَمِطْمَارَ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَمْسَحُ أُورُشَلِيمَ كَمَا يَمْسَحُ وَاحِدٌ الصَّحْنَ. يَمْسَحُهُ وَيَقْلِبُهُ عَلَى وَجْهِهِ. 14 وَأَرْفُضُ بَقِيَّةَ مِيرَاثِي، وَأَدْفَعُهُمْ إِلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ، فَيَكُونُونَ غَنِيمَةً وَنَهْبًا لِجَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ، 15 لأَنَّهُمْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَصَارُوا يُغِيظُونَنِي مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ آبَاؤُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ». 16 وَسَفَكَ أَيْضًا مَنَسَّى دَمًا بَرِيئًا كَثِيرًا جِدًّا حَتَّى مَلأَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَانِبِ إِلَى الْجَانِبِ، فَضْلًا عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي بِهَا جَعَلَ يَهُوذَا يُخْطِئُ بِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 17 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَكُلُّ مَا عَمِلَ، وَخَطِيَّتُهُ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 18 ثُمَّ اضْطَجَعَ مَنَسَّى مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ فِي بُسْتَانِ بَيْتِهِ فِي بُسْتَانِ عُزَّا، وَمَلَكَ آمُونُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. وَتَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ قَائِلًا: [10] مِنْ أَجْلِ أَنَّ مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا قَدْ عَمِلَ هَذِهِ الأَرْجَاسَ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِي عَمِلَهُ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَجَعَلَ أَيْضًا يَهُوذَا يُخْطِئُ بِأَصْنَامِهِ [11] أرسل الله لهم عبيده الأنبياء وهم هوشع ويوئيل وناحوم وحبقوق وإشعياء يُقدِّمون لهم كلمات الرب من نصائح وإرشادات، وإن لم يسمعوا يُقدِّموا لهم تحذيرات نبوية. جاء حديث الرب خلال أنبيائه هنا أشبه بصحيفة اتهام ضد الملك وكل مملكته، على أساسها يصدر الحكم ضدهم، ما لم يرجعوا إلى الرب بالتوبة. يقصد بالأموريين هنا جميع الكنعانيين (1 مل 21: 26؛ عا 2: 9-10). عندما يخطئ الملك ينظر إليه الشعب كقدوة، فيتمثلون به، لذلك إذ أخطأ منسى الملك وعبد الأصنام، جعل مملكة يهوذا تخطئ، وإن كانت توجد قلة أمينة للرب لم تقتدِ بالملك. لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. [12] يُعلن الله عن خطورة التأديب بقوله: [كُلُّ مَن يسمع بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ]، وهو تعبير جاء في (1 صم 3: 11) عندما أخبر الله صموئيل النبي الصغير عما سيحل ببيت عالي الكاهن، حيث يُقضَى على بيته إلى الأبد، ولا يُكَفر عن شره بذبيحة أو تقدمة. وأيضًا في (2 مل 21: 12) عندما تحدث عن الشر الذي يحل على أورشليم ويهوذا بسبب رجاسات الملك منسى الذي سفك دمًا بريئًا كثيرًا جدًا حتى ملأ أورشليم. واستخدمه إرميا أيضًا ضد الكهنة والملوك مع كل الشعب السالك وراءهم. يشير هذا التعبير إلى ارتكاب شرٍ عظيمٍ يقشعر كل من يسمع خبره. ويكشف عما وراء التهديدات من مرارة قاسية. جاء في إرميا: "هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: هأنذا جالب على هذا الموضع شرًا كل من سمع به تطن أذناه" (إر 19: 3). إذ يتحدث عن التأديب الذي يحل بهم، فيبدو كضعيفٍ غير قادرٍ على الدفاع عن شعبه كإله إسرائيل مع أنه رب الجنود السماوية، إذ يُسَلِّم شعبه كما في ضعفٍ لأجل خلاصهم الأبدي. لو أن الله ينتقم من الشرير مهما بلغ شره، لما كان يهدد، إنما يسمح بالتأديبات دون إنذار. الآن إذ ينذر إنما لكي يدفع منسى ومن معه إلى التوبة، فيرفع الله عنهم هذه التأديبات. هذا ما أكده القديس يوحنا الذهبي الفم في مناسبات كثيرة[8]. وَأَمُدُّ عَلَى أُورُشَلِيمَ خَيْطَ السَّامِرَةِ، وَمِطْمَارَ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَمْسَحُ أُورُشَلِيمَ كَمَا يَمْسَحُ وَاحِدٌ الصَّحْنَ. يَمْسَحُهُ وَيَقْلِبُهُ عَلَى وَجْهِهِ. [13] المثل الذي يُقدِّمه الله للإنذار قوي، فإن كان شعب يهوذا ارتعب لما حدث مع إسرائيل من مرارة، فما حلَّ بمملكة إسرائيل يحل أيضًا بمملكة يهوذا، لأن الله ليس لديه محاباة. خراب السامرة كان شديدًا، ففقدت كل شيءٍ، كما يمسح الإنسان صحنًا ويقلبه، إذ لا يترك فيه أية آثار. يُستخدَم الخيط والمطمار للبنيان، كما يُستخدمان أيضًا للهدم والدمار. "كما يمسح واحد الصحن"، أي لا يبقى في أورشليم شيءٌ ما من مجدها وغناها. هذا التعبير يحمل احتقارًا، حيث تشبه أورشليم بصحنٍ، وأهلها بأقذارٍ يلزم إزالتها منه ليكون الصحن نظيفًا. يقول الرب بإشعياء: "وأجعل الحق خيطًا، والعدل مِطمارًا" (إش 28: 17)، وقاس داود النبي الموآبيِّين "بِحَبْلَيْنِ لِلْقَتْلِ وَبِحَبْل لِلاسْتِحْيَاءِ" (2 صم 8: 2). وَأَرْفُضُ بَقِيَّةَ مِيرَاثِي، وَأَدْفَعُهُمْ إِلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ، فَيَكُونُونَ غَنِيمَةً وَنَهْبًا لِجَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ، [14] بقوله: "أرفض بقية مراثي" لا يعني إزالة العهد الذي أُقيم مع داود (مز 89: 30-37)، إنما يعني أن يهوذا التي كانت تُحسَب البقية لميراث ملكوت الله، لا تُعفى من التأديب على خطاياها. ميراث الرب شعبه الذي يعتز به، وحين انشقت مملكة إسرائيل ورفضت الكهنوت اللاوي الذين من نسل هرون، كما رفضت بيت داود، رفض الرب هذا القسم من ميراثه، وصارت مملكة يهوذا بقية ميراثه، بقيت حوالي 140 سنة حتى سقطت هي أيضًا في السبي. لأَنَّهُمْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَصَارُوا يُغِيظُونَنِي مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ آبَاؤُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. [15] الكتاب المقدس (العهد القديم) ليس تسجيلاً لغضب الله على شعبه، إنما هو تسجيل لطول أناة الله عبر التاريخ منذ أن أخرج شعبه من مصر على يدي موسى، وهو ينتظر أن يحمل ثمرًا، لكن الشعب يحمل تمردًا وعنادًا ومقاومة للحق الإلهي. عملوا الشر في عينيّ الرب، فمن خطاياهم أنهم سجدوا على سطوح البيوت لكل جند السماء، وسكبوا سكائب لآلهة أخرى (إر 19: 13)، وصنعوا كعكًا لملكة السماء في شوارع أورشليم (إر 7: 18)، وبنوا مرتفعات توفة في وادي ابن هنوم ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار (إر 7: 31)، وكان عند بيت الرب بيوت المأبونين، وكانت النساء ينسجن بيوتًا للسارية (2 مل 23: 7)، وكان الرؤساء أسودًا زائرة، والقضاة ذئابًا مفترسة، والأنبياء متكبرين غدَّارين، والكهنة منجسي القدس مخالفي الشريعة (صف 3: 3-4). وكان في المدينة إثم وجور واغتصاب وظلم وخصام (حب 1: 3-4). وَسَفَكَ أَيْضًا مَنَسَّى دَمًا بَرِيئًا كَثِيرًا جِدًّا، حَتَّى مَلأَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَانِبِ إِلَى الْجَانِبِ، فَضْلاً عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي بِهَا جَعَلَ يَهُوذَا يُخْطِئُ بِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. [16] تعرَّض المؤمنون المخلصون لله لا إلى مضايقات فحسب، بل وإلى سفك دمائهم (يوئيل 3: 19). ولعل سفك الدم هنا يشير إلى الأبرياء الذين يُقدِّمون ذبائح بشرية للأوثان بغير إرادتهم، مثل الأبناء الأبرياء الذين يُقدِّمهم آباؤهم. جاء في التقليد أنه في أثناء المذابح الجماعية التي قام بها منسى نُشر إشعياء نصفيْن عندما حاول أن يختبئ في كتله مجوفة من الخشب (عب 37:11-38)، وربما قُتل أنبياء آخرون في ذلك الوقت أيضًا. واضح أن الذين تمسكوا بعبادة الرب، ورفضوا العبادة الوثنية، كانوا كثيرين، مات كثيرون كشهداء، إذ ملأ دمهم شوارع أورشليم. وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَكُلُّ مَا عَمِلَ، وَخَطِيَّتُهُ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. [17] إذ لم يبالِ منسى بما حذره به رجال الله الأنبياء، صار سجينًا اقتاده ملك أشور. وإذ سقط في السبي رجع إلى الله ، إذ قيل عنه: "ولمّا تضايق طلب وجه الرب إلهه، وتواضع جدًّا أمام إله آبائه. وصلّى إليه، فاستجاب له وسمع تضرعه، وردّهُ إلى أورشليم إلى مملكته. فعلم منسّى أن الرب هو الله." (2 أي 33: 12-13). v لقد سمعتم، أبناءنا المحبوبين، كيف أن الرب الإله عاقبه إلى حين ذاك الذي كان يُدمِن عبادة الأوثان، وقتل أبرياءً كثيرين، ومع هذا عندما تاب قبله وغفر له معاصيه وردّ له مملكته، فإنه ليس فقط يغفر للتائبين، بل ويرد لهم كرامتهم السابقة (2 أي 33: 12-13). قوانين الرسل القديسين القديس يوحنا الذهبي الفم ديونسيوس وَدُفِنَ فِي بُسْتَانِ بَيْتِهِ فِي بُسْتَانِ عُزَّا، وَمَلَكَ آمُونُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. [18] "بُسْتَانِ عُزَّا": واضح أنه لم يُدفَن مع ملوك يهوذا. يرى البعض أن بستان عُزَّا كان مزارًا مقدسًا لإله وهمي. دُعي الملك عزيا أو عزريا عُزَّا. دُفن خمسة عشر ملكًا من ملوك يهوذا في مدينة داود، ودُفِنَ منسى وابنه آمون في بستان عُزَّا، ودُفِنَ الأربعة الآخرون، واحد في مصر، واثنان في بابل، وواحد وهو يهوياقيم لم يُدفَنْ. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|