![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الأرض الأم تودِّع إيليا وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ، إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. [11] الطريقة التي بها تم عزل إيليا عن أليشع تُظهر قوة الله وسلطانه. يرى بعض الآباء في المركبات النارية والخيول النارية أنها طغمات سماوية جاءت تحمل رجل الله الناري إلى السماء. يرى القديس أغسطينوس أن إيليا سيأتي قبل يوم الدينونة، وأن اليهود سوف يؤمنون بالسيد المسيح من خلال كرازة إيليا لهم وتفسيره الكتاب المقدس. إذ يُعِدّنا الله للِّقاء معه وجهًا لوجه في السماء، ونتمتع بشركة الأمجاد الأبدية، يُقدِّم لنا في هذه الحياة التمتُّع بأمجاد مستمرة كعربونٍ لما سننال. v عندما تنفتح عيناك ترى مركبة نارية مثل إيليا، تنتظرك لتحملك إلى السماء [11]، فترنم بفرح: "انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين، الفخ انكسر، ونحن انفلتنا" (مز 124: 7). v بالنسبة لنا نحن البشر الحياة سباق؛ نحن نصارع هنا، ونُكَلَّل في موضع آخر. لا يمكن لإنسانٍ أن ينزع الخوف بينما الحيات والعقارب تهاجم سبيله من كل جانب. يقول الرب: "لأَنَّهُ قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي" (إش 34: 5)، فهل تتوقع أن تجد سلامًا على الأرض؟ لا، لأن الأرض تنبت شوكًا وحسكًا فقط، وترابها هو طعام للحية (تك 3: 14، 18). "فإن مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12). نحن نطوَّق بجنود الأعداء من كل جانب. الجسد الضعيف، قريبًا يصير رمادًا، واحد مقابل كثيرين. إنه يحارب ضد خصومات رهيبة. لم يُحل (الجسد)، لم يأتِ بعد رئيس العالم، ولا يجد فيه خطية (يو 14: 30)، إلى الآن لا تصغون إلى كلمات النبي وأنتم في أمان: "لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير في النهار..." (مز 91: 5-7). عندما يضايقك جنود العدو، عندما يصير مزاجك مصابًا بحمى، وعندما تثور أهواؤك، عندما تقول: "ماذا أفعل؟" عندئذ تجيبك كلمات أليشع: "لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم" (2 مل 6: 16). إنه يصلي: "يا رب افتح عينيه فيبصر". وعندما تنفتح عيناك ترى مركبة نارية مثل مركبة إيليا تنتظرك لتحملك إلى السماء (2 مل 2: 11). عندئذ تغنَّي بفرح: "انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين، الفخ انكسر، ونحن انفلتنا" (مز 124: 7). القديس جيروم v إلهنا نار آكلة (عب 12: 29)، نار تحرق الأشرار (تث 4: 24)... الروح الذي حمل إيليا في مركبة، وطلب منه أليشع الضعف، وداود قاده الروح الصالح السخي وقوّاه. القديس غريغوريوس النزينزي القديس غريغوريوس النيسي v إذ يتكلمون ضد صعود المُخَلِّص كأمرٍ مستحيل، فليذكروا كيف حمل ملاك حبقوق من شعر رأسه، فبالأحرى جدًا يستطيع إله الملائكة والأنبياء أن يصعد على سحابة من جبل الزيتون بقوته الخاصة. يمكنكم أن تتذكروا عجائب كهذه لكن لتعطَ المكانة الأولى لله صانع العجائب. فهؤلاء رُفعوا، أما هو فرافع كل الأشياء. تذكروا أن أخنوخ نُقِلَ، أما يسوع فصعد. تذكروا ما قيل بالأمس عن إيليا أنه أُصعد في مركبة نارية (2 مل 2: 11)، أما مركبات المسيح فربوات ألوف (مز 68: 17). أخذ إيليا ناحية شرق الأردن، أما المسيح فصعد شرق وادي قدرون. ذهب إيليا كما إلى السماء، أما المسيح ففي السماوات. طلب إيليا أن يُعطَى لتلميذه الطوباوي نصيب مضاعف من الروح القدس، أما المسيح فمنح رسله نعمة الروح القدس هكذا حتى أنهم لم يأخذوه لأنفسهم وحدهم، بل وهبهم أن يمنحوا المؤمنين أن يشتركوا معهم فيه بوضع الأيدي! القديس كيرلس الأورشليمي وإذ أخضع على الأرض شهوة الجسد ارتفع إلى حيث القداسة تقطن في سلامٍ. v اشتاق إيليا إليه (إلى السيد المسيح)، وإذ لم يره على الأرض، إذ تطهر بالإيمان بكل ما في الكلمة من معنى، صعد إلى السماء ليراه. موسى وإيليا نظراه. صعد الوديع من الأعماق، ونزل الغيور من العلا، وفي الوسط شاهدا الابن. إنهما يرمزان لسرّ مجيئه. موسى رمز للأموات، وإيليا رمز للأحياء الذين يطيرون ليلتقوا معه عند مجيئه. الموتى الذين ذاقوا الموت يجعلهم في الأول، والبقية التي لم تُدفن يختطفون في النهاية ليلتقوا معه. القديس مار أفرام السرياني القديس أفراهاط الأب ميثوديوس v الروح هو الذي حمل إيليا في مركبة، وطلب أليشع نصيبين منه v يقول البعض: "لكن إيليا يُرى بأنه لا يحتضن حبًّا جسديًّا"، ولهذا فإنه حُمِلَ بمركبة إلى السماء. وظهر مُمَجَّدًا مع الرب (مت 17: 3)، وسيأتي كسابقٍ لمجيء الرب (ملا 4: 5) v صالحة هي أجنحة الحب، الأجنحة الحقيقية التي ترفرف على أفواه الرسل؛ أجنحة النار التي تنطق الكلام النقي (مز 12: 6). على تلك الأجنحة طار أخنوخ حين اُختطِفَ إلى السماء (تك 5: 24). وعلى هذه الأجنحة انطلق إيليا حينما صعد بالمركبة النارية والخيول النارية إلى الأماكن العلوية (2 مل 2: 11). على هذه الأجنحة قاد الرب الإله شعب الآباء البطاركة بعمودٍ من نار (خر 13: 21). للسيرافيم هذه الأجنحة، فحينما أخذ ساروف جمرة النار من على المذبح، ولمس بها فم النبي، أزال آثامه، وطهر خطاياه (إش 6: 6-7). بنار هذه الأجنحة تطهَّرَ أبناء لاوي (ملا 3: 3)، وتعمدت قبائل الأمم كما يشهد يوحنا، حينما قال عن الرب يسوع: "سيعمدكم بالروح القدس ونار" (مت 3: 11؛ يو 1: 33). حقًا أراد داود لحقويه وقلبه أن تُحرَق (وتُصفَّى بالنار مز 26: 2)، إذ عرف أنه لا ينبغي أن يخشى أجنحة الحب النارية. لم يشعر الفتية العبرانيون في أتون النار المتقدة (بحرارة) النار، والسبب معروف أن لهيب الحب أعطاهم برودة (تتمة دا 3: 50). ولكي نعرف أكثر أن للحب الكامل أجنحة، اسمعوا المسيح يقول: "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها؟" (مت 23: 37). v (إيليا) وحده منحته السماء وهو على الأرض مركبة بخيل نارية، هكذا عاد من الأرض إلى السماء. القديس أمبروسيوس هذه النار هي التي عملت في الرسل حينما تكلموا بألسنة ناريّة (أع 2: 3-4). هذه النار هي التي أحاطت ببولس، بالصوت الذي أنار عقله ولكنها أعمت بصره (أع 9: 3). فلم تكن رؤيته لقوة ذلك النور بدون الجسد. هذه النار ظهرت لموسى في العليقة، وهذه النار، في شكل مركبة هي التي اختطفت إيليا من الأرض (2 مل 2: 11). وداود المبارك كان يطلب فاعليّة هذه النار حينما قال: [امتحني يا رب، جرِّبني، محِّص كُلْيَتَيَّ وقلبي] (مز 26: 2). القديس مقاريوس الكبير يستخدم القديس إيرينيؤس في حواره ضد الهراطقة الذين ينكرون قيامة الجسد قصة صعود إيليا إلى السماء كنبوة عن قيامة الجسد. v اُختطف إيليا أيضا وهو بعد في الشكل الطبيعي معلنًا بالنبوة عن صعود الروحيين، وأنه لن يقف شيء ما كعائقٍ أمام أجسادهم التي ستنتقل وتصعد. فإنه بذات الأيدي التي بها قد تشكلوا في البداية يتقبلون الانتقال والصعود. القديس إيرينيؤس لنستعر كلمات الرسول، إنهما كانا مثالين لنا (1 كو 10: 6). كُتب عنهما لكي ما نؤمن أن الرب أكثر قوة من كل النواميس الطبيعية الخاصة بالجسد. v أخنوخ انتقل دون شك (تك 5: 24؛ عب 11: 5)، وأيضًا إيليا (2 مل 2: 11)، فلم يختبرا الموت. إنه تأجَّل بكل تأكيدٍ. إنهما محفوظان لآلام الموت، حتى بدمهما يُحطِّمان ضد المسيح (رؤ 11: 3). العلامة ترتليان بعد ذلك إيليا راكب المركبة التي تنفث نارًا، والمقيم في السماء ألم يحتضن البتولية؟ ألم تكن له فضيلة تُعلن عن صعوده الفائق؟ من الذي أغلق السماء؟ من الذي أقام ميتًا؟ من شق الأردن؟ (2 مل 2: 14)؟ أليس إيليا البتول؟ أليس أليشع تلميذه بعدما أخذ البرهان عن مساواته في الفضيلة طلب أن يرث نصيب ضعفين؟ ماذا عن الثلاثة فتية؟ أليس بممارستهم البتولية صاروا أقوى من النار، وأجسامهم خلال البتولية صارت مقاومة للنار؟ أليس جسم دانيال تشدد هكذا بالبتولية حتى لم تستطع أسنان الوحوش المفترسة أن تتمكن منه (دا 6: 20)؟ أليس عندما أراد الله من الإسرائيليين أن يروه، أمرهم بتطهير الجسم (خر 19: 15؛ عد 6: 2)؟ أليس الكهنة كانوا يتطهرون حتى يقتربوا من مقدس الهيكل ويقدموا ذبائح؟ ألم يدعُ الناموس الطهارة نذرًا عظيمًا؟ الأب يوحنا الدمشقي بك جمل إيليا وتنقى، واقتنى جناحين، وطار وصعد إلى موضع لا يدخله الموت (2 مل 2: 11). القديس مار يعقوب السروجي v امضِ أيها السفلي الذي اختلط بالعلويين، وأُحصي معهم، ربيتك فكبرت، بك أفتخر لأني ولدتك. امضِ أيها الجميل، وكن لي عربونًا بين الملائكة، وادخل كقربان بكر أمام العظمة. لتتذكرني جموع العلي بسببك (فتقول): الأرض ربَّت هذه الثمرة، وأرسلتها إلى موضعنا. هذا العنقود من تلك الجفنة التي خرَّبها آدم، وقد جمع الحلاوة من بين الأشواك لنستعذبها. هذه السنبلة تسلقت من ذلك الحقل الملعون، وسمنت هكذا بين الزوان ولم تُضر. امضِ أيها القديس، الذي لم أكن استحق خطواتك، بسبب الزنا الفاسد الذي يُمارَس كل يوم. امضِ بسلام، لأن أختي السماء اشتهت جمالك، وخطفتك مني، لأنها تستحق جميع الجميلين (الأبرار). امضِ، لأنك أذهلتني بتصرفاتك وقضاياك وعِشرتك الروحية التي كنت اعتبرها بهية. امضِ بسلامٍ، لأنني حزينة لأنك تركتني، وأنا أفتخر بهذه الثمرة التي تربت عندي. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|