![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لماذا الحروب؟ أثار هذا السؤال القديس يعقوب الرسول، وأجاب عليه في رسالته (يع 4: 1-2): "من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا من لذَّاتكم المُحارِبة في أعضائكم. تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون، ولستم تقدرون أن تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون، لأنكم لا تطلبون". بمعنى آخر، السبب في الحروب هو الخطية الرابضة في قلب الإنسان. وقف داود وحارب ضد أعدائه ليُدافِعَ عن مملكته، والمسيحي أيضًا له أعداء ألدَّاء، فنحن نحارب أرواح الشر في العلاء، لذلك يحثنا القديس بولس الرسول، قائًلا: "البسوا سلاح الله الكامل" (أف 6: 11). v الْبسوا سلاح الله الْكامل لكيْ تقْدروا أنْ تثْبتوا ضدّ مكايد إبْليس" (أف 6: 11). لم يقل ضد المحاربات، ولا ضد العداوات، وإنما ضد "المكايد". فإن هذا العدو لا يحاربنا ببساطة علانية وإنما خلال المكايد. ماذا يعني بالمكايد؟ أي بالخداع... إبليس لا يقترح علينا الخطايا في ألوانها الطبيعية... إنما يعطيها ثيابًا أخرى، مستخدمًا المكائد... الآن، بهذه الطريقة يثير الرسول الجنود (الروحيين) ويحثهم على السهر ويُثَقِّفهم، موضحًا لهم أن جهادنا (الروحي) يُمَثِّل أحد الحروب الماهرة، فنحن نقاتل ضد عدوٍ ليس بسيطًا ولا مباشرًا وإنما نقاتل عدوًا مخادعًا. في البداية أثار الرسول التلاميذ ليضعوا في اعتبارهم مهارة إبليس، بعد ذلك تحدث عن طبيعته وعن عدد قواته. لم يفعل ذلك ليُحَطِّم نفسية الجنود الذين تحته وإنما لكي يُحَمِّسهم ويوقظهم ويظهر لهم مناوراته، مهيئًا إياهم للسهر، فلو أنه عدَّد بالتفصيل قوة العدو ثم توقَّف عن الحديث لتَحَطَّمت نفسيتهم... لكنه قبل أن يعرض ذلك وبعد العرض أيضًا أظهر إمكانية النصرة على عدو كهذا، مثيرًا فيهم روح الشجاعة. وبقدر ما أوضح قوة أعدائنا بالأكثر ألهب غيرة جنودنا (للجهاد الروحي). "فإنّ مصارعتنا ليستْ مع دمٍ ولحمٍ، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم، على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشرّ الروحيّة في السماويات" (أف 6: 12). إذ تحدث عن الأعداء أنهم شرسون أضاف أنهم يسلبوننا البركات العظيمة، ما هذا؟ الصراع يقوم "في السماويات"، فهو ليس صراعًا من أجل الغِنَى أو المجد وإنما لاستعبادنا. لهذا فإنه لا مجال للمصالحة هنا في هذا الصراع... الصراع يكون أكثر شراسة كلما كان موضوعه هامًا، فإن كلمة "في السماويات" تعني "من أجل السماويات". الأعداء لا يقتنون شيئًا بالغلبة علينا إنما يُجَرِّدوننا... (عدو الخير) يبذل كل الجهد ليطردنا من السماء. القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سار داود الملك في طريق الله وثبت العدل في مملكته |
صبر داود على إساءات أعدائه وتخلى أحبائه عنه |
شكر داود الله المنتقم من أعدائه |
صبر داود على إساءات أعدائه |
داود رمزًا للمسيح في صبره على أعدائه |