منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 03 - 2025, 02:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,308,474

إن كان بدالة الحب يرى المرتل صلاته أشبه بطائر ينطلق بقوة


لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ.
لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ [2].



إن كان بدالة الحب يرى المرتل صلاته أشبه بطائر ينطلق بقوة نحو السماء لتبلغ إلى عرش الله، فإنه يحسبها أيضًا أشبه بتقدمة بخور ذات رائحة ذكية تصعد قدام الله، يشتمها رائحة رضا وسرور. ويحسب رفع يديه في نظر الله ذبيحة مقبولة لديه.
هذه العبارة لها طعم خاص، تستخدمها الكنيسة في ليتورجياتها، ويجد المؤمنون لذة في ترديدها أمام الله في صلواتهم.
للخدمة المسائية مفهوم خاص، فكما أن السيد المسيح قدم نفسه ذبيحة في ملء الزمان أو في آخر الأيام، كما في وقت المساء، هكذا نرفع أيادينا بالشكر للمخلص مع نهاية اليوم متطلعين إليه كمخلص العالم، الذبيحة الفريدة!
يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارة، مبررًا النقاط التالية:
1. يقدم المرتل البخور عن الذبيحة، فإن البخور يُقدم داخل القدس على المذبح الذهبي، بينما الذبيحة تقدم في الخارج على مذبح المحرقة النحاسي.
2. لا يمكن تقديم بخور ذي رائحة ذكية ما لم يوقد الفحم، وهكذا لا تصعد الصلاة برائحة ذكية ما لم تصدر عن فكرٍ ملتهبٍ بنار الحب.
3. لم يقل "ذبيحة صباحية" وإنما "ذبيحة مسائية"، وهو بهذا يقصد الاثنين، لكنه فضَّل ذكر الذبيحة المسائية، لأن كثيرًا من الشرور كالقتل والسرقة وتدبير المؤامرات الشريرة تكون بالأكثر في الليل، لذا فصلاة المساء في غاية الأهمية حتى ينزع الله هذه الشرور.
* يفهم هذا عادة عن الرأس نفسه، كما يعرف كل مسيحي. لأنه عندما بدأ يحل المساء، فإن الرب المُعلق على الصليب "وضع نفسه ليأخذها أيضًا" (راجع يو 10: 17)، لم يفقدها بغير إرادته. هذا ما يُرمز إليه هنا...
لقد سمر ضعفنا على الصليب، حيث يقول الرسول: "إنساننا العتيق قد صُلب معه" (رو 6: 6). لقد صرخ بصوت إنساننا العتيق: "لماذا تركتني"؟ (مز 22: 1؛ مت 27: 46). هنا الذبيحة المسائية، آلام الرب، صليب الرب، تقدمة الذبيح النافع، المحرقة المقبولة لدى الله. تحققت هذه الذبيحة المسائية في القيامة، الذبيحة الصباحية.
إذن توجهت الصلاة بنقاوة من قلب أمين، وارتفعت مثل بخورٍ من مذبح مقدس.
ليس من شيءٍ أكثر بهجة من رائحة الرب، ليقتنِ كل مؤمن مثل هذه الرائحة.
القديس أغسطينوس
* لتتجه صلاته مثل البخور إلى الرب، ولا تسقط نحو الأرض، فإن صلاة الإنسان المقدَّس تخترق السحاب؛ لكن الأرض تفتح فاها وتخفي صلاة الشرير في دم الجسد كما قيل بالله للقاتل قايين: "ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك" (تك 4: 11).
القديس أمبروسيوس
* "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك". إن لم تكن بخورًا بل يصعد منك دخان ومن أعمالك، فأية عقوبة لا تستحقها؟
* لا يوضع البخور إلا بعد أن تكون المجمرة متقدة مقدمًا، أو يكون الجمر مشتعلًا. هكذا في حالة أذهانكم، لتتقد أولًا بالغيرة، وبعد ذلك قدموا صلواتكم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* لتكن صلاتي كالبخور قدامك. فلترتفع صلاتي إليك مباشرة، لا شر فيها، أعني لا شيء دنس، لا شيء من عمل الشيطان.
ويمثل البخور أيضًا صلوات القديسين. نعرف ذلك من سفر الرؤيا حيث يمسك الأربعة والعشرون قسيسًا مجامر بخور، وقيل: "التي هي صلوات القديسين".
* يقول الرسول أيضًا: "ارفعوا أيادي للصلاة" (راجع 1 تي 2 : 8). عندما رفع موسى يديه كان يشوع ينتصر، وعندما كان يخفضهما كان يشوع ينهزم. إن كنت أفسر الكتاب المقدس بمفهومه التاريخي أو الحرفي، فإن موسى يخفض ذراعيه. وإن كنت أفهمه روحيًا، فموسى يرفع ذراعيه إلى أعلى.
القديس جيروم
* الصلاة جيدة وحسنة في ذاتها، ولكن إذا قدمها المصلي بنفسٍ حارة متقدة بالشوق لله، تكون أكثر جودة وجمالًا وقبولًا منه، لأن مقدمها يجعل قلبه مجمرة من ذهبٍ نقي مُحمي.
يطلب النبي أيضًا أن يقبل الله رفع يديه مثل ذبيحة مسائية دائمة القبول. لأن الله أمرنا برفع أيادينا وقت الصلاة، كي نفتكر أن أيادينا تشفع إليه، فنحرسها طاهرة من الاختلاس والضرب وسائر الأعمال المذمومة. حتى تكون لها دالة بالتوسل إليه وبريئة من العيب لدى ارتفاعها.
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* فليسمع المعمَّدين هذا أيضًا - أجلّ، لأن الأمر متعلق بهم - فهم بالمثل يقدمون قربانًا وذبيحة، أعني صلاة وصدقة، فهذه أيضًا ذبائح. فالنبي يقول في المزمور: "تمجدني ذبيحة تسبيح، وأيضًا الذبيحة لله "ذبيحة تسبيح" و"رفع يديَّ ذبيحة مسائية" (مز 141: 2).
فالصلاة إذن ذبيحة ترفعونها في تعقلٍ، ومن الأفضل أن تتركوا صلاتكم (وتذهبوا لتصطلحوا)، لأنه لهذه الغاية قد صارت كل الأمور، بل ولهذه الغاية قد صار الله إنسانًا، وصنع كل ما عمله ليجمعنا في واحدٍ. لهذا في هذا الموضع يرسل فاعل الشر إلى المظلوم، بينما في الصلاة (الربانية) يقود (الرب) المتألم إلى فاعل الشر ليصالحهما معًا. إذ يقول: "اغفر للناس زلاتهم". هكذا أيضًا يقول: "إن كان قد فعل شيئًا ضدك، اذهب أنت إليه"، أو بالحري يبدو لنا هنا وهو يرسل المتألم من الأذى.
* يُقال: "ليكن رفع يدي ذبيحة مسائية"، لنرفع أيضًا مع أيادينا عقولنا... لنرفع أفكارنا إلى العلي.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إنه ذاك الذي أسس خدمات الكنيسة المقدسة. وتلك الذبيحة المسائية التي قام هو بنفسه في اليوم التالي في نهاية الدهور، وقدمها للآب لرفع يديه لخلاص العالم كله، إذ بسط ذراعيه على الصليب وهو يُسمي بالفعل "رفع الأيدي".
القديس يوحنا كاسيان
* بعد هذا يشفي الروح حركات اليدين اللتين كانتا تتحركان بطريقة مخلّة تابعة لإرادة العقل. أما الآن فإن الروح يُعلِّم العقل كيف يطهرهما، لكي ما يعمل ويشتغل بهما في عمل الرحمة وفي الصلاة، وبذلك تتم الكلمة التي قيلت عنهما: "ليكن رفع يديَّ كذبيحةٍ مسائَّية" (مز 141: 2)، وفي موضع آخر: "أما يد المجتهدين فتُغني" (أم 10: 4).
القديس أنبا أنطونيوس
* كان من اللائق تقديم ذبيحة في مساء اليوم للمسيح، حتى في ذات الساعة تُظهر عشية العالم كما هو مكتوب في الخروج: "يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية" (خر 12: 6). مرة أخرى في المزامير: "رفع يدي كذبيحة مسائية" (مز 141: 2) لكننا نحن نحتفل بقيامة الرب في الصباح.
الشهيد كبريانوس
* إن كان أحد لا توجد فيه الآن رائحة الخطية بل رائحة البرّ، وعذوبة الرحمة، فهو يقدم على الدوام بخورًا للرب، ويقول: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك، ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية" (مز 141: 2).
* رفع الأيادي إنما هو رفع كل الأعمال نحو الله، فلا تكون دنيئة ولا أرضية، إنما تعمل لمجد الله والسماء. يرفع يديه من يكنز كنزًا في السماء (مت٥: ٢٠، ٢١)، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا، وهناك أيضًا تكون عيناك ويداك.
يرفع يديه من يقول: "لتكن رفع يديّ كذبيحة مسائية"، بهذا ينهزم عماليق (مز ١٧: ٨-١٦)؛ لكن الرسول يوصينا أن نرفع "أيادي طاهرة بلا غضب ولا جدال" (١ تي ٢: ٨)، كما يقول: "قوِّموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة، وسيروا في الطريق المستقيم"...
ارفع يديك نحو الله، واحفظ وصية الرسول: "صلوا بلا انقطاع" (١ تي ٥: ١٧).
العلامة أوريجينوس
* أعزائي الأحباء... يوجد البعض يبدو كأنهم يطلبون الرب، ولكن إذ هم كسالى وغرباء عن الفضيلة، لا يستحقون أن يجدوه، وإن وجدوه لا يستحقون أن يروه.
لأنه ماذا كن يطلبن أولئك النسوة الطوباويات عند القبر سوى جسد الرب يسوع!
وأنتم ماذا تطلبون في الكنيسة غير يسوع الذي هو المخلص!
فإن أردتم أن تجدوه، فإذ الشمس مشرقة، تعالوا كما جاءت هؤلاء النسوة، أي اتركوا ظلمة الشر التي في قلوبكم، لأن الشهوات الجسدية والأعمال الشريرة هي ظلمة. فمن كان في قلبه ظلامًا كهذا لا يعاين النور، ولا يدرك المسيح، لأن المسيح هو النور.
انزعوا الظلمة منكم، أي انزعوا الشهوات الشريرة وكل عمل أثيم، وزوِّدوا أنفسكم بالحنوط الطيبة، أي بالصلوات الحارة، قائلين مع المرتل "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز 140: 2).
* هم الآن يشترون المسيحَ، الذي يمنح الرائحة الذكية (قابل تك 25:37، 2 كو 15:2-16) البخورَ الذي يعبق به مذبحُ القلب المكرس العابد. في هذا الصدد يقول داود أيضًا: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز 2:141).
القديس أمبروسيوس
* يليق بنا أن نكثر من الصلاة ولكن باختصار، فإننا إذ نطيل الصلاة ينجح عدونا الماكر في زرع شيء ما في قلوبنا.
هذه (الصلوات القصيرة المتعددة) هي ذبائح حقيقية، "فالذبيحة لله روح منسحق" (مز 17:51). هذه هي تقدمات نافعة، تقدمات نقية، أي "ذبيحة البرّ"، "ذبيحة الحمد" (مز 22:50)، محرقات جوهرية، تقدمها قلوب متواضعة منسحقة؛ والذين يختبرون هذا الروح المنضبط والملتهب (للصلاة) الذي تحدثنا عنه بقوة فعّالة يمكنهم أن يسبحوا: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك، ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية" (مز2:141). لكن اقتراب الساعة المناسبة (للصلاة) وحلول المساء يحثنا على ممارسة هذا الأمر نفسه بتكريس لائق حسبما نستطيع.
الأب إسحق
* ينبغي ألا نرفع تقدمات كالتي رُفضت.
ينبغي ألا نقدم لله بازدراء أي ذبائح شكر ومدح، بل تقدمة الصلاة المقبولة التي يرضاها، وإلا ترتد إلينا هذه التقدمة.
لأن مثل هذه الذبائح تسمو عن أخرى تقدم من حيوانات بكماء، لذا ينبغي علينا أن نفحصها بإمعان، لنرى إذا كانت فيها عيوب خفية. وإن وجدت، فيجب أن نطهرها، بغسلها بدموعنا، ونزيل عنها كل العيوب، وعندئذ فقط يمكننا أن نقربها، بحبٍ وشوقٍ، في طهارة أمام الرب، "رافعين أيادي طاهرة" أمام الرب في الصلاة. وفي نفس الوقت رافعين عقولنا "بدون غضب ولا جدال" (1 تي 2 :8)، سائلين بدموع وتنهدات من القلب أن تُقبل تقدماتنا مع النبي "كذبيحة مسائية" (مز 141: 2).
مارتيريوس - Sahdona
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عش بحالة التسليم و ليس بحالة الإنتظار
يؤمن داود أن الله هو حياته فإذا رفض الله سماع صلاته سيشبه الهابطين في الجب
ثعلب الماء المنقرض كان بقوة الدب
...وسمى بطائر الحب لأنه دايماً بيتميز بالمرح ورشيق للغاية
ثقوب فى جدار الحب


الساعة الآن 06:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025