رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عربى عربى أحد ضحايا قطار أسيوط.. عربى عربى أحد ضحايا قطار أسيوط.. طفل يعكس نموذجا لأم تحب زوجها المتوفى.. فأطلقت اسمه على ابنها الوحيد لتخليد ذكراه ولكن "الابن أيضا مات" فدفنت معه الذكرى وانقطع نسل العائلة عندما يكون اسمك هو اسم والدك، إذن فأنت من المحظوظين، وذلك لأنك ستنال معزة وعطف ومودة من الجميع خاصة إذا كان الأب قد رحل عن الدنيا إلى الآخرة، وعربى عربى أحد الأطفال ضحايا حادث قطار منفلوط يجسد تلك الحالة فهو يحمل اسم والده المتوفى قبل ميلاده بشهور قليلة. عربى الأب كان يعمل مديرا عاما بشركة مصر للتأمين وتوفى قبل 9 سنوات، وتحديدا فى منتصف أبريل 2003 ووقتها كانت زوجته حامل فى الشهر الثالث، ولم تكن تعلم ماذا تحمل بطنها ولدا أم بنتا، غير أنها كانت تدعو الله ليلا ونهارا لكى يكرمها بولد يحيى ذكرى والده ويحمل اسم العائلة من بعده، ويفتح منزله من جديد، بعدما كان الحزن يخيم عليه بعد وفاة عربى الأب. مرت الأيام ووضعت الزوجة الطفل وتبين أنه "ولد" ويومها كانت الفرحة كبيرة جدا بقدر الحزن الداخلى من أن "عربى الأب" لم يشاهد تلك اللحظة والتى تمناها كثيرا وكثيرا. ورغم التداخل بين الفرح والحزن وقتها غير أن الفرح كان هو الغالب خاصة أن الأم أصرت على أن يتم تسمية المولود الجديد باسم والده "عربى" ليصبح اسم المولود "عربى عربى"، ومن يومها أصبح عربى نبض الحياة الجديدة فى منزل عاش حزنا طويلا، فكانت حركات عربى الابن وتصرفاته نموذجا طبق الأصل من والده، فضلا عن أسلوب كلامه وطريقة مشيه وملامح وجهه كلها تتطابق مع عربى الأب. مرت الأيام وكبر عربى الابن إلى أن وصل للسن المناسب لبدء التعليم، وما كان من الأم إلا أن تختار له التعليم الأزهرى ليدرس القرآن الكريم وعلومه، وهو الحلم الذى كان يحلم به عربى الأب ويحكى لزوجته عنه قبل وفاته. ونظرا لأن قرية المندورة لا يوجد بها معاهد أزهرية، فكان يذهب إلى قرية بنى على للدراسة فى المعهد النموذجى، وهو معهد خاص تصل تكاليف التعليم فيه إلى 1000 جنيه سنويا، وبدأ عربى الابن يستقل يوميا سيارة المعهد للوصول إلى بنى على، ومع كل يوم يدرس فيه القرآن كان يزداد من الحفظ والتلاوة والتجويد حتى إنه حفظ ما يقرب من 3 أجزاء كاملة بقراءة قوية. عربى الابن كان حريصا رغم صغر سنه على المواظبة على زيارة أقاربه وصلة أرحامه، وهو ما يسعد والدته لأنه كان يذكرها بما كان يفعله والده فى الماضى قبل الوفاة، وكانت الأم تشعر أنه راجل البيت ويعتمد عليه رغم صغر سنه، حتى جاء يوم الحادث ودعته أمه كوداع كل يوم وجعلته يستقل أتوبيس المعهد دون أن تعلم أنه الوداع الأخير. دقائق مرت على وداعها لابنها حتى وصلها خبر بأن الأتوبيس تصادم بالقطار على المزلقان، ولم تصدق الأم الواقعة وجعلت تنادى بأعلى صوتها "يا عربى يا بن عربى انت فين يا عربى يا بن عربى، يا ربى انت خلفتنى بعربى علشان يعوضنى فى مصيبتى الكبيرة بعربى فيجى القطر ياكل عربى ويخطفه منى يارب أنا راضية ومؤمنة بقضائك.. بس فين عربى". اليوم السابع |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|