كيفية تكوين علاقات ناجحة في ظل المتغيّرات الحديثة؟
qعموماً تتكون العلاقة من قطبين أساسيين: 1.الأنا
2.الأنت
مستويات العلاقة: ( الله، الآخرين، الطبيعة )
الشخص: إنسان فريد من نوعه، وذاته (الوحَدة المتميّزة النامية)، واعٍ، حر، مُريد، متأثر بكل العوامل الوراثية والاجتماعية والثقافية المتغيّرة. لكن كل هذا لا يستعبده ولا يحده.
الجماعة: فردان أو أكثر، يسلكون تبعاً لمعايير مشتركة، ولكل منهم دور في الجماعة يؤديه مع تداخل هذه الأدوار عي بعضها مع السعي لتحقيق هدف مشترك.
qويُشترط في الجماعة الآتي:
1.لكل فرد دور عليه أن يُؤديه.
2.وجود معايير(قوانين مشتركة) تضعها الجماعة وتتحكم في سلوك الفرد.
3.تداخل الأدوار مع بعضها البعض بقصد التكامل.
4.وجود هدف محدد للجماعة تسعى إليه لتنفيذه.
qتقسيم دوتشي (راهبة فيلسوفة إيطالية مشهورة):
كتبت كتاباً عن الوجود والمشاركة، وركّزت على القضية التربوية في العلاقة بين الأفراد في المجتمع، وقسّمت العلاقة إلى ثلاثة مستويات رمزت إليها بحروف جر إنجليزية:-
1.FOR علاقة من أجل مصلحة، منفعة معيّنة، لا يمكن تسميتها علاقة، لأنها غير إنسانية.
2.WITHعلاقة إنسانية بها درجة من الألفة والترابط بين الأنا والأنت.
3.IN الأنا في الأنت أندر نوع من العلاقة – مثالي وغير موجود.
qمارتن بوبر [1]والموقف البشري:
الإنسان له زوج من المواقف وهما:
1.الأنا – الأنت
2.الأنا – الشيء
3.هو – هي
الأنا لا توجد بمفردها، لكن من خلال أحد الموقفين
عندما أقول "أنا" فأنه يعبّر عن كيانه في موقف معيّن إمّا من " الأنت" إمّا من "الشيْ"
يمكن للإنسان أن يعامل أخيه الإنسان على أنه شيئاً يمكن استهلاكه وامتلاكه لصالح الأنا، وبالتالي يصبح الآخر مجرّد شيء وسط أشياء كثيرة يمتلكها الإنسان.
لكن الأنا – الأنت لا يعطي الأنا حق امتلاك الآخر كشيء لكن هناك علاقة.
قسّم مارتن بوبر العلاقة إلى ثلاثة مستويات:
i.الحياة مع الطبيعة:تحت مستوى العلاقة لأنها أشياء غير قادرة على مخاطبتنا، فعاملها على أنها أشياء. ( القديس فرنسيس الإسيزي وصل إلى الله من خلالها ).
ii.الحياة مع الناس: علاقة واضحة وقابلة للتعبير عنها باللغة؛ {الأنا – الأنت} يستطيع الاثنان أن يكتشفا لامحدوديتهما والوصول للأنتَ المطلق من ورائهما.
iii.الحياة مع الحقائق الروحية:
علاقة أعلى من مستوى اللغة، لا أتطيع أن أسمع بأذاني كلمة أنت، ولكني أشعر بأنني مُخاطب، وتصبح صلاتنا هي التي تشكّل حياتنا.
يصبح الزمان في الصلاة وليست الصلاة في الزمان
qولكن ما هي وسيلة العلاقة:
التلاقي هو وسيلة حوار مهمّة تمثّل قدرة الفرد على الدخول في علاقة حقيقية مع الآخر في صورة علاقة{ الأنا – الأنت} وتُعتبر هذه بمثابة أسمى ما في إنسانيتنا، وهي مسيرة مستمرّة تتميّز بالديناميكية والنمو التدريجي في السعي نحو المشاركة والانفتاح الحقيقي في عالم الآخر.
ويتم هذا التلاقي من خلال الكلمة The Word
وهي إما خارجياً (الصوت)، إما داخلياً ( القلب واللسان).
وظيفة الكلمة: إقامة الحوار بين الأنا والأنت، فالإنسان يتكلّم ليكشف كيانه ليختبر الكنز، ويحتاج إلى فتح طريق للظهور والاتصال بالآخرين.
qشروط التلاقي والاتصال:
i.الشعور بأهمية الأنت لدى الأنا.
ii.المبادرة لدى الفرد.
iii.الإرادة الثابتة.
iv.قبول الفرد لواقعه وعيوبه وإيجابياته (ثقة بالنفس).
v.الاستعداد لتحمّل المسئولية المتبادلة.
vi.الاستعداد للدخول في العمق {علاقتنا أقوى من مجرّد مواقف}
qصعوبات التلاقي:
i.الحوار الفردي
ii.السيطرة على الآخر
iii.إدراك الذات وعدم إدراك الآخر كآخر.
iv.الأحكام المسبقّة.
الشروط الحقيقية لإقامة علامة علاقة الأنا – الأنت
·إزالة الصعوبات السابقة.
·استعداد الأنا لفهم سؤال الأنت.
·استعداد لحمل أثقال الآخرين.
·استعداد للعمل من أجل الحق، ويتطلّب البحث عن الحقيقة الموجودة بداخلي.
أهمية الاتصال:
1)أعيش الحرية والمسئولية.
2)أختبر نفسي أنني خالق ومخلوق في نفس الوقت.
3)علاقة {الأنا – الأنت } استعداد يتحوّل إلى حوار ثم مشاركة.
الخلاصة: لا توجد حياة بدون شخصين، لا يمكننا أن نحيا الحياة بمفردنا ولكننا نستطيع تحقيق وبناء ومعايشة ذواتنا من خلال الآخر.