رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِذَا أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ صَلُّوا فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ، وَرَجَعُوا عَنْ خَطِيَّتِهِمْ، لأَنَّكَ ضَايَقْتَهُمْ [26] فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ، وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَرًا عَلَى أَرْضِكَ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثًا. [27] "ويا بني صهيون، ابتهجوا وافرحوا بالرب إلهكم، لأنه يعطيكم المطر المبكر على حقه، وينزل عليكم مطرًا مبكرًا ومتأخرًا في أول الوقت" (يؤ 2: 23). "فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب، هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين، متأنيًا عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر" (يع 5: 7). هذا هو المطر الذي وعد السيد المسيح تلاميذه أن يرسله إليهم من عند الآب علامة حُبِّه لهم واهتمامه بهم، وكما جاء في الأمثال: "في نور وجه الملك حياة، ورضاه كسحاب المطر المتأخر" (أم 16: 15). ويقول هوشع النبي: "خروجه يقين الفجر، يأتي علينا كالمطر، كمطرٍ متأخر يسقي الأرض" (هو 6: 3). ويسألنا زكريا النبي أن نطلب هذا المطر المتأخر ليعمل في حياتنا: "اطلبوا من الرب المطر في أوان المطر المتأخر، فيصنع الرب بروقًا، ويعطيهم مطر الوابل، لكل إنسانٍ عشبًا في الحقل" (زك 10: 1). هذه هي عطية الله العظمى: "لنخف الرب إلهنا، الذي يعطي المطر المبكر والمتأخر في وقته، يحفظ لنا أسابيع الحصاد المفروضة" (إر 5: 24). v يُعطِي القدير مطرًا على الأرض، عندما يروي قلوب الأمم الجافة بنعمة الكرازة السماوية، ويرسل المياه على كل الأشياء، إذ بملء الروح يُحَوِّل عقم الإنسان المفقود إلى الإثمار، كما يقول الحق نفسه بشفتيه: "من يشرب من الماء الذي أنا أعطيه لن يعطش" (يو 14:4). البابا غريغوريوس (الكبير) هو في النخلة شيء، وفي الكرمة شيء آخر، وهو الكل في كل الأشياء... يشكل نفسه حسب ما يستقبله، ويصير مناسبًا لكل زرعٍ. هكذا الروح القدس، مع أنه واحد له طبيعة واحدة غير منقسم، يهب كل واحدٍ نعمته حسب مشيئته. عندما تُروى الشجرة الجافة تُصدِر براعم. هكذا أيضًا النفس وهي في الخطية، إذ تتأهَّل بالتوبة لنعمة الروح القدس تزهر في برٍ. خلال الروح الواحد في طبيعته، لكن بمشيئة الله وباسم الابن يقدم ثمارًا فاضلة متنوعة. فيستخدم لسان شخص للحكمة، وينير نفس شخص آخر بالنبوة، ويهب آخر قوة إخراج الشياطين، وآخر عطية التفسير للأسفار المقدسة. إنه يسند ضبط النفس لشخصٍ، بينما يعلم آخر العطاء، وآخر الصوم والتواضع، وآخر الاستخفاف بأمور الجسد، يهيئ آخر للاستشهاد. إنه يعمل بطرقٍ مختلفةٍ في أشخاص مختلفين، مع أنه هو نفسه ليس فيه اختلاف. القديس كيرلس الأورشليمي v ليت نفوسنا تبارك الرب، وليباركنا الرب.فعندما يباركنا الرب ننمو نحن، وعندما نبارك الرب ننمو نحن أيضًا، وفي كليهما نستفيد نحن (لا الله). أولاً لتكن فينا بركة الرب، وعندئذ نباركه نحن، فهذا هو المطر (أي بركته لنا) وهي ذاتها الثمرة (أي نباركه بالبركة التي باركنا بها). إن المطر يرتد كثمرٍ لله صاحب الأرض الذي أمطر علينا وأفلحنا. لنتغنَّى بهذه الكلمات، بعبادة مُثمِرة، وكلمات غير جوفاء، وبقلبٍ حقيقيٍ. فإنه من الواضح أن الله الآب قد دُعي كرَّامًا (يو 15: 1)، والرسول يقول: "أنتم فلاحة الله، بناء الله" (1 كو 3: 9). كأنه يقوم بفلاحة حقله. فالله الآب كرَّام له حقل، يقوم بفلاحته وينتظر منه ثمرًا. ويقول الرب يسوع نفسه أنه "غرس كرمًا... وسَلَّمه إلى كَرَّامين"، هؤلاء مُلزَمون بتقديم الثمار في أوانها. v الأراضي المنخفضة تمتلئ، والأراضي المرتفعة تجفُّ. النعمة هي مطر، فلماذا تتعجَّبون إذن إن كان الله يقاوم المُتكبِّرين، ويعطي نعمة للمتواضعين (يع 4: 6)؟ لذلك القول: "بخوفٍ ورعدة" يعني بتواضعٍ. "لا تستكبر بل خفْ" (رو 11: 20). خفْ حتى تمتلئ. لا تستكبر لئلاّ تجف! القديس أغسطينوس القديس إيريناؤس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|