|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَ بِفَمِهِ دَاوُدَ أَبِي، وَأَكْمَلَ بِيَدَيْهِ قَائِلاً: [4] يرى البعض أن أفضل ترجمة لتعبير "مبارك الرب" هنا هو "الشكر للرب". قَدَّم الشكر لله على اختياره أورشليم مدينة الله، واختياره داود، واختياره له (سليمان) أن يبني بيت الرب[4]. يعترف سليمان في صلاته لمباركة شعبه، أن هذا العمل العظيم هو عطية إلهية، لا فضل له فيها، إذ يقول: "مبارك الرب إله إسرائيل الذي كلم بفمه داود أبي" [4]. هو عطية إله إسرائيل لأبيه. في تواضعٍ يؤكد أن الفضل الأول هو لله واهب هذه العطية لا أبيه. وأن أباه أَعَدَّ العمل ودبَّر الكثير، وكأنه الغارس، وسليمان سقى ما غرسه أبوه. يتمسَّك المؤمن بوعود الله التي لن تخيب مُطلَقًا، إذ هو أمين (1 يو 1: 9). لقد كان مع إبراهيم خلال حياته، ووعد أن يكون مع إسحق (تك 26: 3؛ 24)، ومع يعقوب (تك 28: 15؛ 31: 3؛ 46: 1-4). جَدَّد الوعد مع موسى (خر 3: 12؛ 33: 14). وكَرَّر ذلك مع يشوع (يش 1: 5-9؛ 3: 7؛ 6: 27). ووعد أيضًا جدعون (قض 6: 15-16)، وكَرَّر صموئيل الوعد للأمة (1 صم 12: 22). شَجَّع داود ابنه سليمان بهذا الوعد عندما سَلَّمه مسئولية بناء الهيكل (1 أي 28: 20)[5]. حسن بالمؤمن ألا يتجاهل فضل السابقين واللاحقين له، فيقول مع الرسول بولس: "أنا غرستُ وأبولُّس سقى، والله هو الذي ينمي" (1 كو 3: 7). "الذي كلَّم بفمه داود أبي": يرجع سليمان إلى التاريخ في حديثه مع شعبه كما في صلاته لله، فالماضي بالنسبة له أساس حي يبني عليه إيمانه بالله وعلاقته به. هكذا يليق بنا نحن كمؤمنين أن نحسب اختيار الله لإبراهيم أبًا لأممٍ كثيرة وموسى كمُستلِم للشريعة وداود كملكٍ لشعبه وسليمان كبانٍ لبيت الله، إنما من أجلنا ولحسابنا. اختارنا نحن أيضًا أبناء له، يُسَر بدخولنا في عهدٍ معه أو تجديد العهد معه، والتعرُّف على الرسالة التي أَعَدَّها لكل شخصٍ منّا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|