منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 09:40 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,294,832

ماذا يجب أن تكون فكرتنا عن أنفسنا




ماذا يجب أن تكون فكرتنا عن أنفسنا؟
ما الموقف الذي يجب أن نتخذه تجاه أنفسنا؟
لا يمكن تقديم جواب شاف لهذه الأسئلة دون الرجوع إلى الصليب.

من الشائع نسبيًّا اليوم رسم صورة – ذاتية تنم عن الاستصغار. فكثيرون من الناس يعانون من مشاعر بالنقص تصيبهم بالشلل. في بعض الأحيان تنشأ هذه المشاعر من الحرمان في أيام الطفولة، وأحيانًا من مأساة أكثر حداثة، سببها كون المرء غير محبوب أو غير مرغوب فيه. إن ضغوط المجتمع التنافسي تزيد الأمور سوءًا، والمؤثرات العصرية الأخرى تزيدها سوءًا على سوء، حيثما يعاني الناس من الظلم الاقتصادي أو السياسي، يشعرون بانحطاط قدرهم. ويوسّع الغبن بسبب العرق والجنس أو المأساة الناجمة عن إعلام المرء بأنه فائض عن الحاجة أن يقوض أي ثقة بالنفس يملكها المرء. إن التقنية تنزل مرتبة الإنسان كما عبر عن ذلك توبيني Toynbee، إلى أرقام متسلسلة مثقبة على بطاقة مصممة بحيث تمر عبر أمعاء الحاسوب computer. وفي هذه الأثناء يخبرنا علماء السلوك etiologists، من أمثال ديسموند موريس Desmond Morris أننا لسنا سوى حيوانات، ويخبرنا السلوكيون من أمثال ب. ف. سكينر B .F. Skinner أننا لسنا سوى آلات، مبرمجة لتعطي إجابات آلية ردًا على مؤثرات خارجية. فلا عجب أن يشعر كثيرون من الناس اليوم بأنهم أشياء تافهة عديمة القيمة.

في رد فعل مبالغ فيه على هذه المجموعة من المؤثرات توجد في الاتجاه المعاكس حركة رائجة هي "الإمكانية البشرية". وصيحتها "كن ذاتك، عبر عن ذلك، حقق ذاتك"، إنها تؤكد "قوة التفكير الإيجابي". فإلي جانب الرغبة في بناء تقييم الذات الجديرة بالثناء، تعطي انطباعًا بأن إمكاناتنا للتطور هي في الواقع لا محدودة. لقد نشأ أدب كامل حول هذا المفهوم، وصفه خير وصف ووثق له الدكتور بول فيتس Paul Vitz في كتابه علم النفس كديانة Psychology as Religion: دين (بدعة) عبادة الذات The Cult of Self-Worship. كتب يقول "لقد أصبح علم النفس دينًا، وعلى الخصوص شكلاً من الإنسانية العلمانية مؤسس على عبادة الذات (ص 9). وهو يبدأ بتحليل أشهر أربعة من أصحاب نظريات الذات، وهم أريك فروم Erich Fromm وكارل روجرز Carl Rogers وأبراهام ماسلو Abraham Maslow ورولو ماي Rollo May، وجميعهم، على اختلاف نزعاتهم وخصائصهم يعلمون الصلاح المتأصل في الطبيعة البشرية، وما يترتب على ذلك من حاجة إلى احترام للذات بلا حدود، وإدراك للذات، وتحقيق للذات. لقد راجت نظريات – الذات هذه بفضل "تحليل لطريقة التعامل" (إنني بخير؛ فأنت بخير) وبفضل حلقة إرهارد الدراسية للتدريب التي يدعوها الدكتور فيتز بحق "تأليه للذات حرفي مدهش" (ص 31 وما يليها). كذلك يستشهد بإعلان في مجلة علم النفس اليوم كإيضاح للرطانة الذاتية: "أنا أحب ذاتي، لست مغرورًا، أنا مجرد صديق طيب لذاتي. أود أن أفعل كل ما يجعلني أشعر أنني على ما يرام..." (ص 62). هذا الانهماك في الذات أحيط به إحاطة تامة في ليمريكية"[1]:

ذات مرة كان هناك كائن خرافي يدعى نرجس،

ظن نفسه جميلاً جدًا؛

وراح يُحدق كساذج مخدوع

في صورته المنعكسة على صفحة ماء البركة،

وما تزال حماقته معنا اليوم.[2]

يبدو، لسوء الحظ، أن كثيرين من المسيحيين قد سمحوا لهذه الحركة بأن تمتصهم.

فكيف إذًا ننظر إلى أنفسنا؟ كيف يمكن أن ننبذ الموقفين المتطرفين وهما حب الذات وبغض الذات، دون أن نحتقر أنفسنا أو نظريها؟ كيف نستطيع أن نتجنب تقدير الذات المتدني جدًا أو المرتفع جدًا ونطيع بدلاً من ذلك نصيحة بولس الرسول لنا "ارتأوا إلى التعقل" (انظروا إلى نفوسكم بتعقل NIV) (رو 12: 3)؟ إن صليب المسيح يزودنا بالجواب إذ يدعونا في آن واحد إلى نكران الذات وتوكيد الذات ولكن قبل أن نصبح في موقف يمكننا من تأمل هاتين النصيحتين المتناميتين، يخبرنا الصليب أننا الآن شعب جديد لأننا قد متنا مع المسيح وقمنا معه.

فإذا سلمنا بهذه الحقيقة الأساسية التي تنطبق على كل الذين في المسيح، أي أننا متنا معه وقمنا معه، بحيث أن حياتنا القديمة التي هي حياة الخطية، والذنب والخزي قد وضعت لها نهاية وبدأت حياة جديدة تمامًا، هي حياة القداسة والغفران والحرية، فكيف يجب أن يكون موقفنا من ذاتنا الجديدة؟ ونظرًا إلى أن ذاتنا الجديدة ماتزال ساقطة، مع أنها مفدية، فسيكون من الضروري اتخاذ موقف مزدوج، أن نكران الذات، وتوكيد الذات، الذين يلقي الصليب ضوءًا عليهما كليهما.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
( تك 37: 19 ، 20) فنرى ماذا تكون أحلامه
نحن سادة أنفسنا، لنا أن نؤذي أنفسنا أو لا نؤذيها
لنسأل أنفسنا إذاً ماذا سيكون ردنا على سؤال المسيح إن كنا فى وضع التلاميذ؟
ماذا تختار ان تكون
نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا، متوقعين التبني فداء أجسادنا ( رو 8: 23 )


الساعة الآن 03:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025