"اية يونان النبى"
لنيافة الانبا يؤانس
يونان عصى الله..و قال لربنا (انا عارفك رءوف ورحوم و هتصفح عن اهل نينوى و كلمتى مش هتتحق)..دى اول غلطة عملها يونان انه عصى الله..يونان كمان كان متسرع ، قال لنفسه (أهرب من ربنا) و نسى قول ابينا داود النبى لما بيقول فى المزمور (اين اذهب من روحك و من وجهك اين اهرب..ان صعدت الى السماء ف انت هناك و ان نزلت الى الجحيم فهناك انت ايضا ، و انت اخذت لى جناحين بالغداة و اقمتهما و اسكن فى اواخر البحر فهناك يدك تهدينى و يمينك تمسكنى)...و احنا عارفين بقية القصة : ازاى هيركب السفينة اللى رايحة ترشيش و النوتية هيلقوا قرعة و يرموا يونان فى البحر..فتعالوا يا أحبائى نحط نفسنا مكان يونان ، واحد هيترمى فى البحر و البحر كمان وقتها كان هايج..دة كان ممكن يجيلوا صدمة عصبية من هول البحر و يموت قبل ما يرموه..دة غير انه اول ما اترمى يقول الكتاب (و أعد الله حوتا عظيما ف ابتلع يونان)..ف منظر الحوت يا احبائى مفزع جدااا..بيقولوا ان فم الحوت دة كبييييير جدا جدا (لقوا فى اليابان حوت ، فمه يسع 15 شخص)فمنظر الحوت و اسنانه ، حاجة مفزعة جدااا..و يونان دخل جوة الحوت و مشى فى البلعوم ، و جوة طبعا ضلمة كحل..و وصل للمعدة اللى فيها عصارات مش تهضم يونان بس ،دى تهضم الظلط + عضلات المعدة و دى معدة حوت مش اى معدة..يعنى كلها كانت حاجات ممكن توصل للموت..فكان يونان فى حالة موت بداية من الخضة من إلقاؤه فى البحر و هول البحر و الصدمة لحد وصوله لمعدة الحوت. لكن يونان دخل بطن الحوت لقى ايدين ربنا مستنياه ، ربنا يقوله (انت وصلت يا يونان اخيرا..انا هوصلك للحياة..انت فى ايدى) و يقول الكتاب (امر الرب الحوت فقذفه الى اليابسة)..فربنا حنين جدااا جدااا يا أحبائى ، مهما كانت خطايانا و مهما كانت ضعفاتنا و مهما كانت مشاكلنا و مهما كانت ضيقاتنا..برضو ربنا حنين جداا علينا و يقدر ينقلنا من حالة الموت لحالة الحياة زى ما عمل مع يونان النبى
ف أية يونان النبى لما كان فى حالة موت و دخل الحوت 3 ايام و خرج للحياة بتفكرنا دايما بربنا يسوع المسيح ازاى انه بموته و دفنه فى القبر 3 ايام نقلنا من الموت للحياة...دى كانت اول نقطة عاوز اكلمكم عنها
تانى نقطة فى قصة يونان..هى صوم اهل نينوى
كان مستوى الصوم بتاع اهل نينوى على مستوى عال جداااا من الصوم الروحى (رغم ان يونان مقالش صوموا ولا حاجة..اهل نينوى هما اللى صاموا من نفسهم) و مع ذلك يقول الكتاب (صاموا من كبيرهم حتى صغيرهم ، حتى البهائم)..يعنى حتى الحيوانات صاموا و الاطفال و كله صام..كان صوم جماعى عام لكل المدينة..كمان كان صوم ممزوج بالتوبة ، يقول الكتاب (لما راى الله انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ، ندم على الشر الذى تكلم ان يصنعه فلم يصنعه)..ايضا كان صومهم ممزوج بالتذلل و الاتضاع ، يقول الكتاب (بلغ الامر ملك نينوى "فنزل عن كرسيه" و خلع رداءه عنه)..كمان يقولنا الكتاب عن دانيال (منذ اليوم الذى وجهت فيه قلبك للفهم و التذلل امام الله،سمع كلامك)..يعنى صومنا لازم يكون ممزوج بالاتضاع و التذلل امام الله فى خشوع..كمان صوم اهل نينوى تميز انه كان صوم ممزوج بالصلاة القوية..لا لا مش بس صلاة ، يقول الكتاب (و يصرخوا الى الله "بشدة")..فيه فرق بين واحد يصلى عادى ، و واحد يصرخ الى الله، واحد تانى يصرخ الى الله "بشدة"..كان صوم ممزوج بصراخ الى الله..لذلك يا احبائى لابد ان يكون صومنا على مستوى صوم اهل نينوى..يكون ممزوج بالتوبة و الرجوع عن الخطية ، يكون ممزوج بالاتضاع و التذلل امام الله فى خشوع ، يكون صومنا ممزوج بالصلاة و الصراخ "بشدة" الى الله..يكون كمان ممزوج بالنسك (بمشورة اب الاعتراف طبعا) بس يكون على درجة معينة من النسك زى ما صاموا اهل نينوى و كان صومهم على درجة عالية جدااا من النسك و التوبة و التذلل و الصراخ..نقوله يا رب غير قلبى و ابعدنى عن محبة اى خطية..فربنا حنين جداا يا احبائى و مستنيك و يمد لك ايده و ينقلك من الموت للحياة...كمان فيه نقطة مهمة جدااا فى يونان..لما كان فى بطن الحوت صلى الى الله و سبح..بل وصل الى مستوى ذبيحة التسبيح يقول الكتاب (اما انا فبصوت الحمد أذبح لك)..يعنى احنا جوة ضيقاتنا لازم نصلى و نسبح حتى نصل الى مستوى ذبيحة التسبيح اللى وصل لها يونان..مننساش يونان كان فى حالة موت شديدة جداا..ومع ذلك رفع قلبه الى الله و صلى و سبح ووصل الى مستوى ذبيحة التسبيح..
