وفي أعمال 16 نجد صورة أخرى لممارسة الكهنوت المقدس وكذا الكهنوت الملوكي، في مكان لا يخطر على بال إنسان، وفي ظروف قاسية جدًّا. فيمكنك أن تتخيل معي ما حدث في سجن فيلبي: بولس وسيلا مضروبين، وقد أُثخن جسداهما بالجراح، ولكنهما حوَّلا السجن إلى اجتماع، وتصاعدت منه صلوات وتسبيحات لله، حوَّلت جو السجن الكئيب، إلى جو من السرور والفرح والإنعاش، وهذا هو الكهنوت المقدس. ولنلاحظ أنه دون تقديم بشارة واضحة إلى أي واحد من المسجونين الهالكين، فإن هذا الجو الرائع تُرجم بصورة رائعة إلى كهنوت ملوكي، حتى إنه لم يهرب واحد من المسجونين عندما حدثت الزلزلة وانفتحت الأبواب. فهم قد سمعوا ما لم يسمعوا نظيره من قبل.
وعلى قدر ما لخدمتَي الكهنوت المقدس والكهنوت الملوكي من تقدير عند الرب، على قدر ما هي - للأسف الشديد - مهملة ومنسية عند كثير من المفديين. إنها الخدمة الموكولة لكنيسة الله في الوقت الحاضر على الأرض. فكم هو مبهج لقلب الرب حينما يرى كثيرين من شعبه الذين غُفرت خطاياهم وقد اجتمعوا لاسمه وحده، وتحت قيادة روحه القدوس، وليس لهم سند إلا ما أعلنه في كلمته، وهم ويمارسون كهنوتهم المقدس والملوكي!