من هي إيزابيل وما هي قصتها في الكتاب المقدس

[Mary Naeem]

من هي إيزابيل وما هي قصتها في الكتاب المقدس

كانت إيزابل أميرة فينيقية أصبحت زوجة الملك أخآب ملك إسرائيل (جاينز، 1999). بصفتها أجنبية ومشركة، كانت تمثل تحديًا كبيرًا لعقيدة بني إسرائيل التوحيدية (جاينز، 1999).

تتكشف قصة إيزابل في المقام الأول في سفرَي الملوك الأول والثاني. وصلت إلى إسرائيل كجزء من تحالف سياسي بين والدها ملك صيدا والملك أخآب. كان الهدف من هذا الاتحاد تقوية الروابط بين مملكتيهما. لكنه جلب صراعات دينية وثقافية قوية لإسرائيل.

تاريخيًا يجب أن نفهم أن إيزابل جاءت من خلفية ثقافية مختلفة. في في فينيقيا، كانت عبادة الآلهة المتعددة شائعة. من المحتمل أنها لم تر مشكلة في جلب ممارساتها الدينية إلى وطنها الجديد. ولكن بالنسبة لبني إسرائيل، المكرسين لإلههم الواحد، كان هذا الأمر مزعجًا للغاية.

روجت إيزابل بنشاط لعبادة البعل وأشيرة، وهما إلهان من وطنها. لقد دعمت مئات الأنبياء المكرسين لهذه الآلهة، بينما كانت تضطهد أنبياء يهوه، إله إسرائيل. أدى هذا إلى أزمة روحية كبيرة في المملكة.

يصور الكتاب المقدس إيزابل على أنها امرأة قوية الإرادة وذات نفوذ. كانت تتمتع بسلطة كبيرة، وغالبًا ما كانت تطغى على زوجها الملك أخآب. ورغم أن أفعالها، ربما كانت نابعة من معتقداتها الثقافية الخاصة، إلا أنه كان لها عواقب بعيدة المدى على بني إسرائيل.

أتأمل في الأعمال الداخلية لعقل إيزابيل. هل كانت ببساطة متمسكة بتربيتها؟ هل شعرت بالتهديد في أرض أجنبية وتشبثت بالممارسات الدينية المألوفة؟ أم أنها كانت تعتقد حقًا أنها كانت تجلب التنوير إلى ما اعتبرته ثقافة توحيدية بدائية؟

لا تدور قصة إيزابل حول الصراع الديني فقط. إنها تنطوي أيضًا على دسائس سياسية وإساءة استخدام السلطة. الحادثة المشهورة عن كرم نبوت، حيث دبرت إيزابل موت رجل لتستحوذ على ممتلكاته لزوجها، تُظهر مدى نفوذها واستعدادها للتلاعب بالقانون لتحقيق مكاسب شخصية.

يشكل صراعها مع النبي إيليا جزءًا أساسيًا من روايتها. تحدى إيليا أنبياء البعل، وأظهر قوة الرب. أدى ذلك إلى مواجهة دراماتيكية على جبل الكرمل، وهي لحظة محورية في تاريخ إسرائيل.

تنتهي قصة إيزابل نهاية مأساوية. بعد موت أخآب، استمرت في ممارسة نفوذها من خلال ابنها. ولكن عندما قام ياهو بانقلاب، لاقت إيزابل نهاية عنيفة، إذ أُلقي بها من النافذة وداستها الخيول (جاينز، 1999).

عند التأمل في حياة إيزابل، نرى امرأة كانت قوية ومعيبة للغاية. قصتها بمثابة قصة تحذيرية حول مخاطر التعصب الديني، وإساءة استخدام السلطة، وعواقب الابتعاد عن تعاليم الله. ومع ذلك، كمسيحيين، يجب علينا كمسيحيين أن نتعامل مع قصتها بتعاطف، مدركين العوامل المعقدة التي شكلت أفعالها.