منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 01 - 2025, 06:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,162

بطلان السعي وراء الحكمة البشرية

بطلان السعي وراء الحكمة البشرية:

12 ثُمَّ الْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الْحِكْمَةَ وَالْحَمَاقَةَ وَالْجَهْلَ. فَمَا الإِنْسَانُ الَّذِي يَأْتِي وَرَاءَ الْمَلِكِ الَّذِي قَدْ نَصَبُوهُ مُنْذُ زَمَانٍ؟ 13 فَرَأَيْتُ أَنَّ لِلْحِكْمَةِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الْجَهْلِ، كَمَا أَنَّ لِلنُّورِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الظُّلْمَةِ. 14 اَلْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ، أَمَّا الْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي الظَّلاَمِ. وَعَرَفْتُ أَنَا أَيْضًا أَنَّ حَادِثَةً وَاحِدَةً تَحْدُثُ لِكِلَيْهِمَا. 15 فَقُلْتُ فِي قَلْبِي: «كَمَا يَحْدُثُ لِلْجَاهِلِ كَذلِكَ يَحْدُثُ أَيْضًا لِي أَنَا. وَإِذْ ذَاكَ، فَلِمَاذَا أَنَا أَوْفَرُ حِكْمَةً؟» فَقُلْتُ فِي قَلْبِي: «هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ». 16 لأَنَّهُ لَيْسَ ذِكْرٌ لِلْحَكِيمِ وَلاَ لِلْجَاهِلِ إِلَى الأَبَدِ. كَمَا مُنْذُ زَمَانٍ كَذَا الأَيَّامُ الآتِيَةُ: الْكُلُّ يُنْسَى. وَكَيْفَ يَمُوتُ الْحَكِيمُ كَالْجَاهِلِ! 17 فَكَرِهْتُ الْحَيَاةَ، لأَنَّهُ رَدِيءٌ عِنْدِي، الْعَمَلُ الَّذِي عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ، لأَنَّ الْكُلَّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ. 18 فَكَرِهْتُ كُلَّ تَعَبِي الَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ تَحْتَ الشَّمْسِ حَيْثُ أَتْرُكُهُ لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَكُونُ بَعْدِي. 19 وَمَنْ يَعْلَمُ، هَلْ يَكُونُ حَكِيمًا أَوْ جَاهِلًا، وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ تَعَبِي الَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ وَأَظْهَرْتُ فِيهِ حِكْمَتِي تَحْتَ الشَّمْسِ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ.

يعقد الكاتب مقارنة بين الحكمة والجهل، مقدمًا خبرته التالية:
أ. "رأيت أن للحكمة منفعة أكثر من الجهل، كما أن للنور منفعة أكثر من الظلمة" [13]. لا يتجاهل الجامعة الحكمة الطبيعية ولا الحكمة الصادرة عن الخبرات البشرية، مشبهًا الحكمة بالنور والجهل بالظلمة. الحكمة نافعة لكنها غير مشبعة، أما السيِّد المسيح فهو حكمة الله السماوي نافع ومشبع، أنه النور الذي يُضيء لكل إنسان آت إلى العالم، مبددًا ظلمة فسادنا، ومقدمًا نفسه لنا حكمة وبرًا وقداسة وفداءً (1 كو 1: 30).
يرى القديس يوحنا الذهبي الفمأن الحكمة نافعة حتى بالنسبة للإنسان الفقير، لأنها تهبه النور فلا يعيش في الظلام، أما الجهالة فتحطم الغني الذي بطمعه وحبه للمال يعيش في الظلمة التي لا تسمح له برؤية الأمور كما ينبغي. من يقف في مكان مظلم لا يرى ما حوله، حتى وإن كان وعاءً من الذهب أو حجرًا كريمًا أو ثيابًا غالية... إنما يُحسب هذه كلها كلا شيء، لا يُقدّر قيمتها، ولا ينظر جمالها، هكذا لا يدرك الطماع قيمة الأمور الجديرة باهتمامنا.
لننعم بالسيِّد المسيح "الحكمة" الحقَّة فنستنير بروحه القدُّوس واهب الحب والفرح والسلام... ولنترك الجهالة لئلاَّ نهتم بالتراب ولا نبالي بالسماء! الجهالة ظلمة تُفسد نظرتنا نحو الله وملكوته بل ونحو أنفسها وإخوتنا كما نحو العالم وكل ما فيه!
* شتّان ما يفصل بين الحكمة والحماقة؛ إنهما يختلفان كاختلاف النهار والليل.
الذي يختار الفضيلة يشبه من يرى الأمور كلها بمنتهى الوضوح، كمن ينظر إلى فوق، ويسلك سبله في سطوع النور. أما ذاك الذي من جهة أخرى قد انخرط في الشر فيشبه شخصًا يتجوّل بلا هدف في ليلة غير قمرية، يسلك كأعمى، محروم من رؤية الأشياء، كمن هو في الظلام. وحينما أتأمل في نهاية تلك النماذج من الحياة لا أجد نفعًا في الأخير. وإذ أرافق الأحمق، أتلقى أجرة الحماقة، لأنه ما هو نفع تلك الأفكار، وما فائدة هذا الكم من الكلمات التي ينطق بها الأحمق، فإنها - إن جاز التعبير - نابعة عن فيض الحماقة؟!
أيضًا لا يوجد شيء مشترك بين الحكيم والأحمق، لا فيما يخص ذكرى الإنسان أو مجازاة الله لهما... الحكيم لا يُشارك الأحمق نهايته مطلقًا. لهذا كرهت حياتي كلها، تلك التي استهلكتها الأباطيل، والتي قضيتها بذهن مثقل بالهموم الأرضية.
القدِّيس غريغوريوس صانع العجائب
يحدثنا القدِّيس باسيليوس الكبير عن أهمية الحكمة البشرية والفلسفة والعلوم دون مبالغة أو تجاهل للحكمة الإلهية:
* في ظني أن كل إنسان عاقل يفكر بأن العلم هو الأمر الرئيسي بين كل ما هو حسن وفي منال عقولنا. ولا أقول بأن علومنا هي وحدها عالية ونبيلة، لأنها تحتقر أناقة الخارج لتتعلق بجمال الأفكار، وإنما أيضًا العلم الذي من الخارج، الذي يرفضه كثير من المسيحيين القليلي التقدير ويعتبرونه خادعًا وخطرًا يبعدنا عن الله... فمن هذا علينا أن نحتفظ بما يمكنه أن يُساعدنا على التأمل في الحق، متجنبين كل ما يؤدي إلى الشر والخطأ والهلاك.
* علينا أن نبتدئ بقراءة الفكر الدنيوي لنرتفع بعده إلى المقدسات وأسرار الإيمان... فإذا كان هناك من موافقة بين هذه الثقافة وعقائدنا، كانت معرفتها من الإفادة بمكان كبير، وإلاَّ فالمقارنة في الحالة العكسية من شأنها أن تثبت اعتقاداتنا الصحيحة.
* يهمنا جدًا ألاَّ ننكب بجهل على العلوم، وإنما أن نعرف ما هو الأفيد منها... وخوفًا من أن نتعلق بها وننسى علم الله منغمسين في أبحاث باطلة، يبين ضرورة التمييز في التربية بطريقة نختار فيها العلم المفيد ونتجنب كل ما هو ضار وشؤم.
القدِّيس باسيليوس الكبير
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بطلان السعي وراء الثروات
بطلان السعي وراء الملذات
بطلان الحكمة البشرية
الصليب برهان بطلان الحكمة البشرية
السعي وراء مدح الاخرين


الساعة الآن 11:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025