رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*هذا القول ليس مني، ولكن رب كل البشرية هو الذي تكلم بهذا عندما صرف النبي الذي كان يصلي متشفعًا لهم قائلًا: "وأنت فلا تُصلِّ لأجل هذا الشعب ولا ترفع لأجلهم دعاء، ولا صلاة، ولا تلح علي، لأني لا أسمعك. أما ترى ماذا يعملون في مدن يهوذا وفي شوارع أورشليم؟ الأبناء يلتقطون حطبًا، والآباء يوقدون النار، والنساء يعجن العجين ليصنعن كعكًا لملكة السماوات، ولسكب سكائب لآلهة أخرى، لكي يغيظوني" (إر 16:7-18). الأبناء يجمعون حطبًا، والآباء يوقدون النار، والنساء يعجن، لدرجة أنه لا أحد سيكون بريئًا من الخطية. إنهم يعملون بجهدٍ لأجل خطاياهم، وسوف يسمعون بعدل: "لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا، حتى لا تكهن لي. ولأنك نسيت شريعة إلهك، أنسى أنا أيضًا بنيك" (هو 6:4). إن طريقة العقاب تتلاءم دائمًا مع جسامة الخطايا، لذلك يجب على المذنبين أن يتحملوا عقابًا مساويًا لخطاياهم. فأي معاناة أعظم وأقسى يمكن أن توجه لأولئك الذين سقطوا في الخطية، من أن يُمنعوا من خدمة (الكهنوت) المقدسة، ويفقدوا الحق في التمتع بامتياز ذكر الله لهم، الذي من خلاله كانت لهم حياة كريمة، ولم يشعروا بأي عوز أو احتياج، بل كانت لهم كل بهجة. هذا حدث لشعب إسرائيل. فقد احتقروا محبة الله للجنس البشري، وعارضوا واجب حفظ شريعة الله، ولكنهم بأكثر غضب تمسكوا بكسلهم، وانحرفوا إلى شهوات غير طبيعية، وكانوا غير راغبين في القيام بمهامٍ غير مهامهم، حسب ما كان يريد معطي الناموس. فكانت رغباتهم الخاصة هي ناموسهم، ولم يسترشدوا إلاّ برأيهم الخاص. لقد حزن القديسون بحق على هؤلاء بسبب أفكارهم وتصورات قلبهم قائلين: "اسمعوا هذا القول الذي أنا أنادى به عليكم مرثاة يا بيت إسرائيل. سقطت عذراء إسرائيل لا تعود تقوم" (عا 1:5-2). وأيضًا: "ادعوا النادبات فيأتين، وأرسلوا إلى الحكيمات فيقبلن ويسرعن ويرفعن علينا مرثاة، لأن قطيع الرب سُحق" (إر 17:9-18). رآهم النبي إرميا كما لو كانوا قد ابتُلوا، واقترب عقابهم، وأظهر لهم حزنه عليهم، قائلًا: "قربت نهايتنا. كملت أيامنا، لأن نهايتنا قد أتت. صار طاردونا أخف من نسور السماء" (مرا 18:4-19). استولى هذا الرعب الكبير على كل شيءٍ، وعلى كل المسكونة التي هُزمت من الشيطان، وكما يقول النبي: "وسعت الهاوية نفسها، وفغرت فاها بلا حد" (إش 14:5). بالنسبة لليونانيين فإنهم بسبب غبائهم العظيم، يسقطون في الشرك (الإيمان بتعدد الآلهة) "وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات" (رو 23:1؛ عد 15:4-19؛ مز 20:106؛ إر 11:2)، كما لو كانوا يسرعون في رحلتهم مسابقين الريح، كذلك فإنهم كانوا يسرعون إلى هاوية الموت الداخلية . القديس كيرلس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|