عندما تنشئ هذه العلاقة مع الله كيف تعمق هذه العلاقة ؟
أولا : لابد أن تعرف الله
علي لسان كل و احد فينا كلمة الله بمعني أنت تعرف الله
فمثلا : تقول " إن نشاء الله " , " ربنا يسهل " , " كل علي الله " أو " سيبها علي الله " أو " ربنا يعمل ما في الخير " و ..........
فهذه الأقوال المترددة دائما علي ألسنتنا أثناء الحديث في أي موضوع لكن هنا السؤال : ما مدي معرفتك بالله ؟
س : هل هي معرفة سطحية أم هي معرفة حقيقية عميقة ؟!
و في الأمثال نقول : تعرف فلان ـ أيوه أعرفه عاشرته لا فلا تعرفه .
المعرفة هنا ليست بالكلام ولا باللسان بل بالعمل و الحق ....
لكي تعرف الله لابد و أن تعيش و تتعايش معه و يكون هناك صله أي صلاة , أي اتصال دائم مع الله ....
ثانيا : لابد أن تحب الله :
علاقة الإنسان بالله و علاقة الله بالإنسان علاقة متبادلة فهي قصة حب بدأها الله للإنسان .
عندما نفكر كيف نحب الله لابد أن نتذكر محبة الله لنا فمن حبه لنا خلقنا علي صورته كشبهه و مثاله ( تك 1 :16 )
بعد أن خلقنا منحنا البركة و السلطة و أراد أن ننمو و نكثر و نملا الأرض و نتسلط عليها فقال " أثمروا و أكثروا و املأوا الأرض "
( تك 1 : 28 ) .
+ أحبنا الله و علمنا كيف نحب و لكنه لم يرد أن تكون محبته من طرف واحد لابد أن تكون من الطرفيين من الله ومن الناس .
فهل يكون الإنسان جدير بمحبة الله و أن يبادل الله حب بحب ؟؟!!
محبة الله للإنسان محبة عملية واضحة جدا في حياة كل إنسان فإن الله تولي الإنسان بالرعاية و منحه الوصايا التي تحفظ نقاوة قلبه ....
و لذلك كل إنسان يعمل بالوصايا يصير طاهرا و يستحق أن يصطلح مع الله . لان الله و ضع كل إنسان كيف يسلك و يميز بين الخير و الشر , لقد لخص الله الوصايا كلها في وصية واحدة هي الحب و قال لهم " تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك ومن كل
قوتك " ( تث 6 : 5 ) .
و لذلك ارتبطت محبة الله بحفظ وصاياه كما قال الرب " إن حفظتم
وصاياي تثبتون في محبتي " ( يو 15 : 10 )
و في العهد القديم " يا ابني أعطني قلبك .. و لتلاحظ عيناك طرقي "
( أم 23 : 26 ) .
و من حب الله للإنسان دعانا أولاده بل و أحب أن نكون معه حيث يكون هو ,, قال لتلاميذه " عن مضيت و أعددت لكم مكانا آتي و آخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا " (يو 14 :3 )
يعوزنا أكثر لكي نتكلم عن قصة الحب بين الله و الإنسان فهي قصة حب في الرعاية و العناية و الاهتمام لكن أعظم قصة حب الله للبشرية كلها هي عملية الفداء .
" هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .. " ( يو 3 : 16 )
وقد و ضعها يوحنا الرسول " في هذا هي المحبة . ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا و أرسل ابنه كفارة عن خطايانا " ( 1يو 4 : 10 )
و أيضا القديس بولس الرسول " و لكن الله بين محبته لنا . لأننا و نحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا " ( رو 5 : 8 )
فهذا حب عجيب عميق حقا . لذلك نحن نحبه لأنه أحبنا قبلا و مات عنا .
إننا نخجل من هذا الحب ... كيف نخطي إلي من أحبنا ؟!