رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن صَعِدَ إِلَى السَمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ الرِيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ المِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟ [ع 4]. سؤال عجيب يقدمه سليمان الحكيم خلال الظلال، فقد رأى بعين النبوة الكلمة الإلهي، حكمة الله الذي في السماء يطأطئ السماوات وينزل لكي يخلص الإنسان ويهبه ذاته. هذا الذي في حديثه مع نيقوديموس قال: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13). وقيل عنه: "وأما أنه صعد، فما هو إلا أنه نزل أيضًا أولًا إلى أقسام الأرض السفلى؛ الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السماوات، لكي يملأ الكل" (أف 4: 9-10). لقد تمم ذلك السماوي خلاصنا على الصليب ونزل إلى الجحيم ليحمل الذين ماتوا على الرجاء، ويدخل بهم كسبايا إلى الفردوس. "من جمع الريح في حفنيته؟" هنا يؤكد سلطانه وقدرته على الخلاص، فهو القدير الذي يجمع الريح كما في حفنتيه، ويصُر الماء كما في ثوبه، ويثبت جميع الأرض. أينما وجد الإنسان، سواء في الجو مع الريح، أو وسط المياه، أو في أقصى الأرض، فإن الله قادر أن يضمه إليه ويرعاه ويتمم خلاصه. وكما يقول السيد المسيح نفسه: "هكذا أحب الله العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). أما قوله: "ما اسمه؟ وما اسم ابنه إن عرفت"؟ فتأتي الإجابة عند تجسد حكمة الله، الذي جاء لكي يخبرنا عن سرّ الآب الفائق. يقول: "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر" (يو 1: 18)، كما يقول: "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له (مت 11: 27). *هل تؤمن أن الله يعول خليقته وقادر أن يفعل كل شيء؟ اسمح للأعمال المناسبة أن تتبع إيمانك، وعندئذ يسمع لك. لا تفكر في القبض على الرياح بقبضة يديك، أي بالإيمان بدون الأعمال. القديس مار أفرام السرياني |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|