رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكن للمسيحيين تعزيز الشفافية والمساءلة دون اللجوء إلى النميمة إن تعزيز الشفافية والمساءلة داخل مجتمعاتنا المسيحية هو مسعى نبيل وضروري. ولكن يجب أن نكون متيقظين للتأكد من أن أساليبنا تتماشى مع تعاليم ربنا يسوع المسيح ولا تتحول إلى نميمة ضارة. دعونا نفكر كيف يمكننا أن نعزز بيئة من االنفتاح والمسؤولية مع الحفاظ على الكرامة والمحبة التي يجب أن تميز تفاعالتنا كأتباع للمسيح. يجب أن ندرك أن الشفافية والمساءلة الحقيقية متجذرة في المحبة - محبة الله ومحبة بعضنا البعض. كما يذّكرنا القديس بولس في 1كورنثوس ،16:14 "افعلوا كل شيء في المحبة". يجب أن تكون هذه المحبة أساس كل جهودنا لتعزيز االنفتاح والمسؤولية داخل مجتمعنا. أحد الجوانب الرئيسية لتعزيز الشفافية دون اللجوء إلى النميمة هو إنشاء قنوات اتصال رسمية واضحة داخل هياكل كنيستنا. قد يشمل ذلك اجتماعات منتظمة حيث يمكن مناقشة المخاوف بصراحة واحترام، أو صناديق اقتراحات لمالحظات مجهولة المصدر، أفراد معينين يمكن التواصل معهم بشأن القضايا الحساسة. من خلال توفير هذه السبل الرسمية، فإننا نقلل من إغراء مشاركة المخاوف من خالل قنوات غير رسمية قد تكون ضارة. "«وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ." (مت 18: 15-17). يشجعنا هذا النهج على معالجة القضايا مباشرة مع المعنيين بالامر بدًال من نشر المعلومات إلى أطراف غير معنية. يمكننا تعزيز الشفافية من خالل القيادة بالقدوة. يجب على من يشغلون مناصب قيادية أن يكونوا على استعداد لالعتراف بأخطائهم، وطلب المغفرة عند الضرورة، وإظهار التواضع. هذا يخلق جًوا ُيقّدر فيه الصدق والضعف، مما يسهل على اآلخرين أن يكونوا منفتحين بشأن صراعاتهم وأوجه القصور لديهم. من المهم أيًضا تعزيز بيئة ترحب باألسئلة والنقد البناء. يجب علينا أن نشجع إخوتنا وأخواتنا على التعبير عن مخاوفهم أو شكوكهم بطريقة محترمة، دون خوف من الحكم أو االنتقام. وكما يخبرنا سفر الامثال :27:17 "الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ." (أم 27: 17) يمكن أن يؤدي الحوار الصحي والتساؤل المحترم إلى النمو والتحسين داخل مجتمعنا. يلعب التعليم دوًرا حيوًيا في تعزيز الشفافية والمساءلة دون اللجوء إلى النميمة. يجب أن نعلم جماعتنا أهمية هذه القيم، باإلضافة إلى تقديم اإلرشادات حول كيفية معالجة المخاوف بطريقة تشبه المسيح. ويشمل ذلك التدريب على حل النزاعات والتواصل الفعال والاستخدام السليم للقنوات القائمة إلثارة القضايا. كما يمكن أن يسهم التقييم الذاتي المنتظم والمراجعات الخارجية في تحقيق الشفافية والمساءلة. من خالل إخضاع ممارساتنا وقراراتنا للتدقيق عن طيب خاطر، نظهر التزامنا بالانفتاح والتحسين المستمر. قد يشمل ذلك المراجعات المالية أو تقييمات الخدمة أو السعي للحصول على تعليقات من المصلين حول مختلف جوانب حياة الكنيسة. يجب أن نضع في اعتبارنا أيًضا قوة الصالة في هذا المسعى. دعونا نشجع مجتمعنا على طرح مخاوفهم أمام هللا طالبين حكمته وإرشاده. كما يؤكد لنا "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ." (يع 1: 5). من المهم أن تتذكر أن الشفافية ال تعني ضرورة مشاركة كل معلومة مع الجميع. فهناك أوقات تكون فيها السرية ضرورية لحماية الافراد أو المواقف الحساسة. يجب علينا ممارسة الحكمة والتمييز في تحديد المعلومات التي يجب مشاركتها وبأي طريقة. وأخيًرا، يجب أن نسعى جاهدين لخلق ثقافة التسامح والترميم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|