* ليفض فيكم السلام الآتي من الرب فوق كل قياس، ذلك السلام السماوي الذي رفع النور فوق العالم. هذا الذي أعلنه الأنبياء والذي تكلم عنه الأبرار، والذي بشّرت به الملائكة بالأخبار السارة. إنه هو السلام الذي تلقّته السيدة العذراء مريم وولدَتْ مخلِّص العالم، هذا الذي حلَّ على الأموات، الذي شقّ الصخور، وفتح القبور، وأعاد الحياة للموتى، وحرَّر الأسرى وفكَّ المقيَّدين والمستعبَدين، ومزّق صكّ دينونة آدم، ونقش في النفوس شريعةً سماويةً، وقرن اللاهوت بالناسوت محرِّرًا الخليقة، وقتل الخطية، رافعًا اللعنة من على الأرض، محطِّمًا حاجز العداوة، باعثًا من التراب جسد آدم ذاك الذي كان قد أدانه ثم أدخله إلى فردوس الموعد، وجعله يسلك في حياةٍ جديدةٍ، وهو الذي لا يعرف أكثر من الموت. ولكي نصير له إخوة جعلنا أيضًا نولد من أبيه.