اليوم, 04:09 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الحكمة والتواضع
لِيَمْدَحْكَ الْغَرِيبُ لاَ فَمُكَ،
الأَجْنَبِيُّ لاَ شَفَتَاكَ [2].
إذا ضُرب إنسان بحب المديح يفقد روح التواضع، وتتخلى عنه نعمة الله. قد يكون المادحون لك جادون في مديحهم، لكن لا يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان (1 كو 2: 11). يعرف الإنسان حقيقة ضعفاته وعثراته وسقطاته، فإن كان الله بمحبته يستر عليه، فلا أقل من أن يرفض في داخله مديح الناس.
كثيرون يمدحوننا اليوم ويذموننا غدًا، فمن يُسر بمديح الناس اليوم، يفقد سلامه في الغد.
* إن كنت أبدو لك متغطرسًا، فلأني أشهد لنفسي. فإن كل الإنسانٍ عندما يود أن يشهد لنفسه يبدو متعجرفًا ومتكبرًا، لذلك مكتوب: "ليمدحك فم قريبك، لا فمك".
* لا يكلل أحد نفسه، فإن هذا الإنسان الذي يكيل المديح لنفسه يُسخر منه بحقٍ، إذ مكتوب: "ليمدحك قريبك، لا فمك، الأجنبي لا شفتاك أنت". لكن بالرغم من أن المرائيين يمكنهم أن يظلوا دون اكتشاف، ويأخذوا كرامات من الناس، إلا أنه يقول: "لكن الله يعرف قلوبكم". فالديان لا يُمكن أن يُخدع، فهو يرى أعماق ذهننا، ويعرف من هو المجاهد الحقيقي، ومن الذي يسرق بالاحتيال الكرامة التي يستحقها غيره بحق.
* نفوسنا هي عروس مقدسة للعريس الذي لا يموت، والعرس هو الأسرار الإلهية... فأصغِ إلى ذاتك، حافظًا حجالك بلا دنس، وكن مشتاقًا أن تقبل العريس السماوي، المسيح الملك، لكي في يوم مجيئه يصنع فيك منزلًا مع أبيه، فيكون لك مديح عظيم قدام الملائكة ورؤساء الملائكة القديسين، وتدخل إلى الفردوس بفرحٍ عظيمٍ.
القديس مار أفرام السرياني
|