رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنها كلمة الله، ولأنها كلمة الله فرغم قِدمها لا تشيخ. مرور الأيام يزيد مصداقيتها ويرسخ ثباتها. يتحدث الله لجيلنا – كما للأجيال السابقة بل واللاحقة – مِن خلالها، وما أروعه حديثًا! تحوي تاريخًا وبطولات، أدبًا وفلسفة، نثرًا وشعرًا، لكن يبقى الغرض الأعظم والهدف الأسمى أن يتكلَّم الله إلى قلوبنا، مُنيرًا أذهاننا، مُخاطبًا ضمائرنا، مُنبهًا أرواحنا. لذا نجد كل ما اجتاز فيه شعب الله قديمًا حدث مثالًا لنا، وكل الأمور التي أصابتهم كُتبت لإنذارِنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور (١كو١٠)! إن لم نأخذ هذا الحق بعين الاعتبار سنكون عُرضة لتسطيح كلمة الله، واختزالها لأحداث تاريخية تخصّ شعب ما في فترة ما، فماذا يعنيني أنا؟! ألا يدّعي البعض أن ما أعلنه الكتاب رمزًا، نقبله كرمز وإلا فلا! شكل العبارة جذاب والمضمون كذاب، حيث لن يتبقى من أسفار العهد القديم – بعد تطبيق هذه القاعدة – سوى صفحات قليلة ولا عزاء لشعب الله. حقًا ما أحيَل الْحَيَّة في تحريف الأقوال الحَيَّة! إن لم نُذعن لهؤلاء سنرى عجائب كلمة الله، وندرك أنها واسعة جدًا. وها نحن أمام إحدى فصولها أي الأصحاحين الرابع والخامس من سفر القضاة، حيث نجد عبودية قاسية لشعب الرب تحت يد ”يَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ الَّذِي مَلَكَ فِي حَاصُورَ، وَرَئِيسُ جَيْشِهِ سِيسَرَا“، وطال الضيق عشرين سنة، فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، ومَن غيره ملجأ في أزمنة الضيق «صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ» (نا١: ٧). هم بتسع مئة مركبة من حديد، وجيش جرار، والرب يُعد الخلاص من خلال امرأة! دبورة تستدعي باراق بن أبينوعم، وياعيل تحطم رأس سيسرا، ليتبدل الحزن لفرح والكرب لعزاء، وتمتلئ الأفواه ضحكًا بعد غم البكاء، ويشُق الترنم عنان السماء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تذوق داود حلاوة كلمة الله فأحبها جدًا |
مزمور 119 | كلمة الرب واسعة جدًا |
أن كلمة نعمة هي كلمة واسعة جداً عبارة عن "عمل الله فيك" |
لما نستند على اعتاب بيته سنرى عجائب |
المراحم واسعة جدًا |