رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَالثَّلْجِ فِي الصَّيْفِ، وَكَالْمَطَرِ فِي الْحَصَادِ، هَكَذَا الْكَرَامَةُ غَيْرُ لاَئِقَةٍ بِالْجَاهِلِ [1]. الثلج نافع في وقته المناسب، أي في الشتاء، لكنه مضر إن سقط في الصيف، والمطر نافع بعد البذر، لكنه مُتلف إن سقط أثناء الحصاد، هكذا الأحمق لا يعرف الوقت المناسب لأفكاره وكلماته وسلوكه، فيسلك بلا تدبير ويحطم نفسه. الإنسان الأحمق وإن كان يشتهي المجد الباطل والكرامة الزمنية، لكنه متى نال مركزًا قياديًا ويصير له سلطان وكرامة، فإن الكرامة تحطمه كما يحطم الثلج إذا سقط صيفًا في وقت الحصاد، أو انهالت أمطار غزيرة أثناء الحصاد. إنه لا يعرف كيف يستخدم السلطان ويدبر الأمور في وضعها اللائق، وكما يقول عنه المرتل: "الإنسان في كرامة لا يبيت، يشبه البهائم التي تباد" (مز 49: 12). يرى القدِّيس باسيليوس أن عمل الحيَّة أي الشيطان هو إفساد طبيعتنا فلا ننظر إلى فوق بل ننحني كالحيوانات نحو التراب نطلب الأرضيات، لذا ينصحنا، قائلًا: [لأن رأس البهائم تتطلَّع نحو الأرض، أما رأس الإنسان فقد خُلقت لتنظر نحو السماء، وعيناه تتَّجهان إلى فوق، لهذا يليق بنا أن نطلب ما هو فوق، وببصيرتنا نخترق الأرضيَّات.] * كيف ترى هيئة ذوات الأربع؟ إن رأسها منحنٍ صوْب الأرض، وهي تنظر إلى بطنها، تفتِّش عن الأشياء التي تتلذذ بها. أما أنت أيها الإنسان فرأسك مرتفع نحو السماء، وعيناك تنظران إلى العُلي. فإذا كنت تتلطَّخ بشهوات الجسد، وتتعبَّد لملذَّات الجوف، وللملَّذَّات السُفلية، فأنت بهذا تقترب من الحيوانات التي لا تعقل وتتشبه بها (مز 58: 13). إني أعرض عليك الاهتمام بأمر آخر يليق بك: اُطلب الأشياء السامية، حيث المسيح قائم (كو 3: 1). وارتفع فوق أعراض الدنيا الفانية، وتعلَّم من تكوينك الجسدي، واجعله قانونًا لحياتك: فمدينتك هي السماء، ووطنك الحقيقي هو أورشليم العليا، ومواطنوك هم الأبكار، الذين كتبت أسماؤهم في السماوات. القديس باسيليوس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|