رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موت المسيح والتطهير الأدبي (الماء): لقد رأينا أن الماء له فاعلية التطهير، فكيف كان لموت المسيح بالنسبة لنا فاعلية الماء في التطهير؟ علينا أن نُدرك أن المسيح لم يَمُت فقط كنائب عنا As a Substitute، بل أيضاً كممثل لنا As a representative؛ هذا هو الحق الذي يؤكد عليه الكتاب كثيراً في العهد الجديد (انظر مثلاً غل2: 20؛ رو6: 2-11؛ كو2: 11). لقد كنا نعيش ونتحرك، نعمل ونتكلم، نحب ونكره، نفكر ونستنتج؛ كل هذا طبقاً لمحدِّدات حددها الكيان الفاسد الذي ورثناه من آدم، أي كنا نعيش بصنف حياة منحدرة من آدم، أثبتت السنون الطويلة - من آدم وحتى المسيح - والظروف المختلفة التي مرّت بها البشرية، الفساد الأدبي المطلق لها، ولا علاج. ولذا تم الحكم عليها بالصلب. فيقول الرسول «عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية» (رو6: 6). هذه هي فاعلية الماء، لقد طهرنا موت المسيح من هذا العتيق الفاسد، ولقد أعطانا حياة جديدة هي حياة المسيح، لكي نستطيع أن نحيا بها في هذا العالم الحاضر الشرير، وأسكَن فينا الروح القدس ليفجِّر طاقات هذه الحياة الجديدة ويجعلها واقعاً عملياً مُعاشاً. وعليه صار المؤمن الآن، وهو يحيا بقوة هذه الحياة الجديدة ويسلك في جدة الحياة، حراً من الخطية الساكنة فيه، ولا تستطيع أن تعود وتستعبده وتستعمل أعضاءه كما كانت في القديم، وذلك لسبب بسيط هو أن الوسيط الذي كانت من خلاله تستطيع استعمال أعضاءه، قد صُلب ومات وانتهى ولم يَعُد له وجود. والرسول هنا يشبِّه الخطية بإنسان له كيان داخلي وله جسد خارجي، إذا دمرت جسده الخارجي عجز عن التعبير عن نفسه، إذ ليس له جسد. هكذا الخطية، لها كيان داخلي لازال ساكناً فينا، لكن ليس لها جسد خارجي تعبر عن نفسها، فما هو هذا الجسد الخارجي الذي لم يَعُد موجود لكي تعبِّر به الخطية عن نفسها؟ هو إنساننا العتيق. وأين ذهب؟ لقد أزالته مياه الطوفان المطهِّرة، مياه الموت التي خرجت من جنب المسيح. ولذا فالنتيجة العجيبة هي: أنه على الرغم من كون الخطية مازالت ساكنة فينا، يقول الرسول «لا نعود نٌستعبد أيضاً للخطية». فيا لعظمة ما حدث، لقد تطهرنا أدبياً، خلصنا نهائياً من صنف الحياة التي كنا نعيش فيها، تلك التي كانت تربطنا بالجنس البشري الآدمي، وصرنا الآن نحيا حياة أدبية، تليق بنا كجنس بشري ينحدر من المسيح، وعن قريب سيُفدى الجسد المادي الذي سكنت فيه الخطية، وسنخلص نهائياً من الخطية. لكن حتى وقت خلاصنا منها، لا تستطيع أن تستعبدنا كما كانت، إذ مات عميله الخائن، إنساننا العتيق. هذه هي فاعلية موت المسيح كالماء المطهر بالنسبة لنا. هذا التطهير الأدبي يجعلنا نغلب العالم، وهذا ما أشار إليه الرسول يوحنا في رسالته الأولى أصحاح5. فإيماننا بالمسيح أوجد لنا حياة جديدة وعالم جديد، يجعلنا نغلب العالم القديم، لم يَعُد العالم يغلبنا، لأن عميله الخائن الذي كنا مرتبطين به قد مات، وأيضاً كل مسرات العالم لا تجذب صنف الحياة الجديدة التي فينا والتي أخذناها من المسيح، ولا تتجاوب معها هذه الحياة الجديدة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موت المسيح والتطهير القضائي (الدم) |
كنز يوسف الأدبي، ما زال به المزيد من الدرر |
يسوع والتطهير |
الصوم والتطهير |
الختان والتطهير |