رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوة المحبة الإلهية الله أحب الإنسان هذه حقيقة حاول الشيطان من بداية تاريخ الإنسان ومازال يحاول أن يطمسها، إلا أنها ستظل بارزة واضحة أمام كل مُخلِص ومُنصِف. والإنسان أبغض الله، هذه أيضاً حقيقة واضحة، مهما حاول الإنسان إنكارها؛ فأعماله وأفكاره وأقواله تُبرهن على هذا. يقول الرسول «وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة» (كو1: 21). إلا أن محبة الله استمرت في تدفقها نحو الإنسان، على الرغم من كل بغضته وعداوته لله. وتاريخ البشرية كله يشهد، بل يتلخص في كلمات قليلة: إنه قصة بُغضة مستمرة من جانب الإنسان لله، وقصة حب مستمر من جانب الله للإنسان. إلا أن هذه الحقيقة لم تتضح كما اتضحت في الصليب عامة، وفي تلك الطعنة خاصة. فقد كانت تلك الطعنة الغادرة هي الوسيلة التي اختارها البشر، في عداوتهم لخالقهم، لكي يُودِّعوه بها. فعندما جاءهم مُحِباً؛ استقبلوه في مذود حيوانات، أي لم يستقبلوه. وعندما عاش بينهم خادماً وشافياً؛ لم يقدموا له مكان يسند فيه رأسه، أي أنهم لم يقبلوه. وعندما مات فادياً ومخلصاً؛ فبالحربة ودّعوه، طعنوه، أي أنهم احتقروه. لقد صمموا على بغضته، وهو صمم على حبهم. عقدوا النية على بغضته للنهاية، وهو عقد النية على محبتهم للنهاية. فعندما لم يستقبلوه في بيتٍ، قَبِل أن يولد في مذود. وعندما لم يقبلوه ليسكن بينهم، قَبِل أن يبيت في الجبل. وعندما صلبوه وعلّقوه على الخشبة، طلب الغفران لصالبيه. وفي النهاية عندما طعنوه ميتاً، أبى إلا أن يعلن مُجدَّداً أنه لازال يحبهم؛ فأجابهم بدم وماء، وهذين - كما سنرى - فيهما علاج البشرية من كل أدرانها، أي أنه أحبهم حياً وأحبهم ميتاً. وعندما وصل جنون كراهيتم إلى منتهاه، فطعنوه بعد موته، أخرج لهم من جنبه الطعين دواءهم، الدواء الذي يشفيهم من بغضتهم، ويُعيدهم إلى صوابهم، ويمنع عنهم عقابهم: أخرج لهم دم وماء... فيا له من حُب! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|