متى 26 نفهم أن قادة أمة اليهود كانوا قد قرروا نهائياً قتل المسيح، لكنهم قالوا «ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب». فهم تفادوا قتل المسيح في العيد حيث تكون أورشليم مكتظة بالقادمين إليها من كل حدب وصوب، وخشوا أن يسبب القبض على يسوع المحبوب من الكثيرين هياجاً لا تُحمد عقباه.
كان العيد يدنو بسرعة، وكانوا هم يجهزون أنفسهم للجريمة بعد أن يمر العيد بسلام، لكن موت المسيح جاء أسرع مما خططوا هم أنفسهم. ومات المسيح، ليس بعد العيد ولا قبله، بل يوم عيد الفصح نفسه. أتعرف لماذا؟ لأن المسيح هو حمل الفصح الحقيقي. وما كان خروف الفصح المذبوح والمشوي بالنار إلا صورة باهتة لشخصه الكريم في موته فوق الصليب. فلأن الفصح رمز له، فكان من الضروري لينطبق الرمز على الحقيقة انطباقاً مذهلاً، أن يموت المسيح، لا كما قال قادة اليهود، بل كما قال الكتاب المقدس.