رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان أليشع رمزًا للرب يسوع في كونه سبب بركة لإسرائيل، ولكن الملك في عجرفته قرر إنهاء حياة النبي، كما أنهى الإنسان - في شره - حياة الرب يسوع. هل لفت انتباهك يومًا دورك في موت الرب يسوع؟ أنا أعلم أن صوتك لم ينضم لتلك الصرخات المرة: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ! ... دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا»، لكن قلبك متعاطف مع من صرخوا هكذا؛ لأنك لو لم تكن ابنًا لله بعد، فأنت عدو له، لأنه ليس هناك سوى فريقين: أولاد الله، وأعداء الله. هل تقول: أنا لست عدوًا؟ هل أنت صديق إذًا؟ هل أنت ابن؟ هل ولدت ثانيةً؟ هل أقامك الروح؟ هل لك حياة أبدية؟ ربما تجيبني: ”لا أحد يعلم“. عذرًا صديقي؛ أنت على خطأ، لأن المؤمن مدعو لأن يعرف بكل يقين أنه ابن لله: «كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ» (١يو٥: ١٣). هناك أمر آخر نتعلَّمه عن السلطان الإلهي «أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ» (يع٤: ٤). فمن المستحيل أن تكون مُحبًا للعالم ومحبًا لله في آن معًا «إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ» كما يقول الرسول يوحنا (١يو٢: ١٥). ويقول الله إننا كنا أعداءه؛ «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ» (رو٥: ١٠). هل تعلم أنك كنت عدوًا؟ إن كان جوابك كلا، فأنت تعرف القليل عن تاريخك؛ أعد النظر إليه. هل أحببت الله؟ ليس كما يجب. يا له من جواب مراوغ! والواقع هو أن الناس لا يحبون الوصول إلى هذه النقطة. لهذا السبب؛ لأننا ونحن بعد أعداء، بُشرنا بالإنجيل الذي خرج كرسالة من الله للبعيدين عنه؛ لذلك يقول الرسول بولس: «إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ» (٢كو٥: ٢٠). كان الملك، في هذا الأصحاح، كما ذكرت، صورة للإنسان المتدين غير المولود من الله؛ له تدين ظاهري، أما من الداخل فمملوء كراهية، لذلك كان يطلب قتل أليشع! أليشع الذي لم يفعل سوى الخير لإسرائيل، الذي كان يدعوه في اللحظة السابقة «أَبِي» (٢مل٦: ٢١). فلتتأمل بعمق في تاريخ الإنسان وانظر؛ ففي لحظة كان الشعب ينصت للرب يسوع متعجبين من نعمته، وبعدها مباشرةً أخذوه على حافة الجبل ليطرحوه إلى أسفل! لماذا؟ لأنه عَرَّفهم بحالتهم، ولم يستطيعوا أن يحتملوا (لو٤: ١٦-٣٠). الناس لا تحب إزعاج ضمائرهم. لذلك غضب الملك، وأنا لا أحزن لما أرى الناس غاضبة من بشارة الإنجيل، لأن هذا دليل على أن الضمير قد لُمس. لكن هل أنت عدو للمسيح، ولا تعلم؟ هل أغراك الشيطان بخدعة، تلهو بها في أمان وهمى؟ آه يا عزيزي، استيقظ؛ انتبه الآن؛ احذر الخطر الداهم من أن تبقى ليوم آخر عدوًا لله! أنا أناشدك، تأمل نعمة الله! لقد نزل رسول إلى أليشع، يتبعه الملك. لماذا لم يُقتص من الرسول؟ لأن النعمة تدخلت. هذه صورة للإنسان في خطيته، الإنسان في ذنبه، الإنسان في كراهيته، لتواجهه النعمة. والآن إذ وصل شرّك إلى مداه، والآن إذ قد افتضح تدينك المزيف، وعدائك لأقصاه، الآن إذ قد وصَلَت خطيتك إلى ذروتها، الآن يتدخل الله ويخلصك؛ تتدخل النعمة لتواجه احتياج الإنسان المُلِح عند خرابه التام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|