كان كل اللبان يُوقَد على المذبح فهو نصيب الله من حياة المسيح. إنه مصدر الرائحة العطرة، وهو يتكلم عن الحياة الأدبية الداخلية، وما تميَّز به من طاعة واتكال وتكريس واحتمال في كل أيامه وخطواته على الأرض. ففي كل فكر أو كلمة أو عمل صدر منه كانت تصعد رائحة سرور للرب. إن النظرة السطحية لحياة المسيح قد تنبهر بالقوات والمعجزات التي صنعها. لكن الذي أشبع قلب الله في هذه الحياة ليس المعجزات بل الكمال الأدبي والصفات العطرة.
وكما في الرمز نقرأ أن النار هي التي أفاحت رائحة اللبان، هكذا المرموز إليه، كلما كان يتعرَّض للتجارب ويُقرَّب من النار ويُمتحََن بالظروف المعاكسة، كلما كانت تظهر أكثر رائحة حياته الزكية وعطر صفاته الأدبية. إنه قط لم يَشْكُ أو يتذمَّر، بل كان شاكرًا وخاضعًا لمشيئة أبيه ولسان حاله «نعم أيها الآب، لأنْ هكذا صارت المَسَرَّة أمامك» (مت26:11).