رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"شريعة الحكيم ينبوع حياة للحيدان عن أشراك الموت" [ع 14] ما يقدمه الحكيم هو الوصية الإلهية، الينبوع الحيّ الذي يروي النفس، فلا تموت من العطش أثناء رحلتها وسط برية هذا العالم. المؤمن الحقيقي يرى في وصية الرب رفيقًا له في غربته، أشبه بصديقٍ حميمٍ يسنده في مواجهة الحياة. إنها مصدر تعزية له وسط الآلام، ومصدر لذة روحية، تحول وادي الدموع إلى حياة فردوسية مفرحة، لهذا لا يمارس الوصية عن إكراهٍ بل بلذة. تقودنا الوصية إلى مجاري المياه الحية، فتحفظنا من الموت. الوصية ليست حرمانًا بل هي تمتع بفيض العطايا الإلهية التي تسندنا أثناء تغربنا حتى نبلغ إلى الأبدية. لهذا يقول المرتل: "غريب أنا على الأرض فلا تخفِ عني وصاياك" (مز 119: 19). عمل الوصية الإلهية الأساسي هو تهيئة الإنسان للمواطنة السماوية؛ بها يدرك حقيقة موقفه كغريبٍ ونزيلٍ فينضم إلى رجال الإيمان (عب 11: 13-16). وفي نفس الوقت شعوره بالغربة يدفعه إلى الالتصاق بالوصية كي تسنده كل زمان غربته وترفعه إلى الحياة السماوية. * يحتاج الغرباء على الأرض إلى وصايا الله لكي تحميهم من أعمال الجسد ومحبة العالم. من يتبع هذه الوصايا تعتاد نفسه عليها، ولا يقدر العالم أن يغلبه. لكن توجد وصايا كثيرة مكتوبة برموز مثل: "والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من أمتعته شيئًا" (مت 24: 17؛ مر 13: 15؛ لو 17: 31)؛ "دع الموتى يدفنون موتاهم" (مت 8: 22)... كل هذه ليست واضحة في المعنى، كذلك الوصايا الخاصة بالذبائح والأعياد والحيوانات الطاهرة والنجسة... لهذا يليق بالغريب على الأرض أن يطلب من الله أن يضيء له وصاياه ولا يخفيها عنه، لكي يتممها ويحبها ويصير بلا لوم. يوسابيوس القيصري * تتمنى نفسي حفظ أحكامك، وأن تصنعها بشهوة لا بضجرٍ ومللٍ، وإنما بإرادة وموالاة دائمًا.أنثيموس أسقف أورشليم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|