رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سامع المشورة حكيم "طَرِيقُ الْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ، أَمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ" [ع 15] الإنسان الغبي الذي تنقصه الحكمة الإلهية معتد بنفسه، لا يطلب مشورة الله، ولا يلجأ إلى أبٍ أو مرشدٍ. أما الحكيم ففي تواضعه يلجأ إلى الله، ويستشير، غير متشبث دون حوارٍ لائق. * من يعتمد على رأيه الذاتي، ولو كان قدِّيسًا، فهو مخدوع، وخطر خداعه أخطر من خطر المبتدئ الذي سلَّم تدبيره بيد غيره. فالأول يشبه ربَّان سفينة ألقى بنفسه في مركبٍ بلا شراعٍ ولا مجدافٍ في وسط البحر، متَّكلًا على حذاقته وفن تدبيره. والثاني أي المبتدئ يشبه من لا خبرة له في سفر البحر، فيطلب من نوتي ماهر أن يُركبه في سفينته العامرة بكل لوازمها واحتياجاتها. فلا ينخدع أحدكم ويهرب من نير الطاعة اللين، عازمًا أن يتمسَّك برأيه في الأمور الروحيَّة، مثل الصوم والصلاة وغير ذلك من علامات الإيمان والنسك، ظانًا أنه بذلك يخلص! القديس يوحنا الذهبي الفم *الطاعة احتجاج أمام الله. فإن سئلت منه: لماذا فعلت هذا؟ تجيبه: "أنت يا سيِّد أمرت بالطاعة، وأنا فعلت ما أمرت به"، فتجاوبه هكذا وتتبرَّر. إن السفر بهذه السفينة فيه أمان من الغرق. فيسافر الإنسان وهو نائم، كما يسافر الإنسان في السفينة نائمًا ولا يلتزم بتدبيرها، لأن مدبرها حاضر. هكذا حال الإنسان السائر تحت الطاعة، يسافر نحو السماء والكمال وهو نائم من غير تعبٍ ولا تفكيرٍ فيما ينبغي أن يفعل. لأن الرؤساء هم مدبِّرو هذه السفينة والساهرون من أجله. حقًا، إنه ليس بالأمر الهيِّن بل هو عظيم جدًا. فالإنسان يجتاز بحر هذا العالم وهو على ساعد غيره وذراعه! هذه هي النعمة الكبرى التي يفعلها الله مع السالك تحت الطاعة. القديس يوحنا الدرجي *كان القديس يؤنس يقول للإخوة: "اخضعوا بطاعةٍ كاملةٍ حسب سيرة آبائنا. اقبلوا المشورة بإيمانٍ وبالأخص بتواضع ونقاوةٍ وخوف الله والثبات في الله والانشغال به، هذه الأمور هي أسمى من كل الفضائل وتجعل النفس تضيء بالله باستقامتها". وقد ذكر الآباء عنه أنه كما أن الأرض لا يمكنها أن تسقط كذلك كان أنبا يؤنس القصير لا يمكنه أن يسقط بسبب عظم تواضعه، فقد أكمل طاعةً عظيمةً وهو تحت الخضوع لأبيه الروحاني إذ كان متّقدًا بنار الروح القدس. فردوس الآباء |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا تادرس طالب المشورة وصاحب المشورة |
يا روح المشورة |
روح المشورة |
المشورة |
أما سامع المشورة فهو حكيم .. |