رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميلاد الملك مكان الميلاد ومدينة السكن. يذكر الوحي المقدس «وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا، لست الصغرى بين رؤساء يهوذا؛ لأنه منك يخرج مدبِّر يرعى شعبي» (مت2: 6). نسمع كثيرًا عن تباهي الملوك بمسقط رؤوسهم، فكلما كانت مدينة الميلاد عظيمة زادت عظمة الملك. لكن إن كان هذا مع ملوك الأرض، فماذا عن ملك المجد، الذي يخلص شعبه من خطاياهم؟ وأي مِن الولايات العظيمة سيختار لكي تتشرف بميلاد شخصه الكريم والعظيم؟ العجب، وكل العجب، أنه اختار أبسط المدن وأصغرها «بيت لحم». ويقول عنه موضع آخر: «قمّطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل» (لو2: 6،7). ملك الدهور لم يولد في ولاية عظيمة ولا مدينة كبيرة؛ لكن في مذود للبهائم، في فندق ليس له فيه مكان، هو مسقط رأس هذا الملك الجليل. أي اتضاع عجيب فائق منك يا سيدنا، وأي افتقار أتيت فيه يا ملكنا! «تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه افتقر وهو الغني لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو8: 9). أما عن مدينة السكن فيقول البشير متى: «وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعى ناصريًا» (ع23). كم تعدَّدَت القصور والقلاع والحصون بتعدّد الملوك والرؤساء؛ فملك اليوم لا يرضَى بالسكن في قصر ملك الأمس، وما أن يأتي أحدهم إلى المُلك حتى يبني ويشيّد أكبر وأعظم من كل ما شيّده أسلافه، وذلك ليسكن فيه قليلاً من سنين عمره. لكن ماذا عن سيد الأرض كلها حين أتى؟ لقد أتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة. ولعلنا نقدر أن نستنتج من التعبير: ”يُقال لها“ أنها مدينة غير معروفة، مجهولة تمامًا، ليس لها ذِكر ولا موضع على خريطة الممالك. حتى أن نثنائيل حين قال له فيلبس «وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء: يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة» (يو1: 45)، صرخ قائلاً له: «أ من الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟» (لو1: 46). لقد استكثر نثنائيل على الناصرة أن تُخرج شيئًا صالحًا. لكن ملك المجد لم يرفض أن يتربى في الناصرة! كم ترفّع الملوك على رعاياهم، وكم كانت المسافة كبيرة بينهم وبين أفقرهم وأذلهم، لكن حبيبنا وملكنا ربنا يسوع المسيح سُرَّ بأن يكون وسط أذل الغنم، وأفقر الطبقات، وأحقر كل القرى. إن شخصه العظيم الجليل غيَّر خريطة العالم ومعالم الأرض، فأشهر وأعظم المدن في كل العالم أصبحت بيت لحم؛ كيف لا والمدبِّر قد خرج منها؟! وأشهر بقعة في كل المسكونة أصبحت الناصرة؛ وكيف لا وملك المجد قد تربّى فيها؟! آه، ليتنا نطيل المكوث عند قدميه، ونتطلّع إلى سلوكه، ونتعلم معنى الاتضاع منه، لنعيشه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زادت عظمة الانتصار |
العقاب يكون بمقدار عظمة صاحب الأمر |
إن كانت المخلوقات عظيمة هكذا فكم تكون عظمة الخالق؟ |
إن محبته عظيمة بمقدار عظمة القلب |
احلى هدية فى عيد الميلاد صاحب عيد الميلاد |