رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كنوز الشر لا تنفع، أما البرّ، فيُنجي من الشر" [ع 2] نصيب البار هو السعادة والحياة والشبع، أما نصيب عدم المؤمن فهو المرارة والموت والجوع.يعتبر هذا البرّ هو مقدمة لكل الفضائل المذكورة في هذا الفصل. الثروة التي يقتنيها الإنسان بطريقة غير مشروعة لن تبقى، فإنها سرعان ما تختفي. وفي لحظات الموت لا تسند صاحبها. قد يكون الشرير غنيًا، لكن كنوزه لا تُشبع أعماقه، ولا تهبه سلامًا داخليًا، فيشعر دائمًا بالعوز، أما البار فإنه وإن كان فقيرًا لكن الله يجعله غير محتاجٍ إلى أحدٍ أو إلى شيءٍ ما، بل يهبه شبعًا روحيًا ونفسانيًا مع حماية من الشر. البرّ ينجي صاحبه من الموت، إذ يصير بالنسبة له عبورًا إلى لقاءٍ مع الله وجهًا لوجه. فيرى المؤمن في برّ المسيح نصرة على الموت، وغلبة على الهاوية. يحدثنا إرميا النبي عن الغني الشرير الذي يتكل على غناه، فيجمع ما استطاع بوسائل غير لائقة، فيقول: "حجلة تحضن ما لم تَبِضْ، مُحصل الغنى بغير حقٍ، في نصف أيامه يتركه، وفي آخرته يكون أحمق" (إر 17: 11). هكذا يحتضن الغني الغبي المال والممتلكات، الأمور التي وهبها الله للإنسان ليشاركه فيها إخوته، فيظنها ملكه دون سواه، يشقى ويخسر، وفي آخر حياته عندما يترك كل ما جمعه يكتشف أنه كان أحمق. أما الإنسان البار، فمهما عانى من متاعب وآلام في هذه الحياة، ينجو من الموت الأبدي. تقدم لنا قصة أستير صورة عملية تتحقق عبر التاريخ، فهامان صاحب السلطان والغنى فقدَ كل شيء، وأحدق به الشر، بينما مردخاي التقي مجَّده الله في هذا العالم، ويتمتع بالأمجاد الأبدية. * "لا تنفع الكنوز الشرير" (راجع أم 10: 2) ماذا إذن، ألم يتجنب البعض الموت بدفع المال (كمن يدفع فدية فلا يُقتل أو يُحكم عليه بالموت)؟ بالتأكيد يحدث هذا. لكنهم لا يقدرون أن يتبرأوا من الخطية، وإنما بالحقيقة يعدون لأنفسهم حياة أشر من الموت. لذلك يلزمنا ألا نضع ثقتنا في الغنى بل في الفضيلة... أما البرً فليس فقط ينجي من يقتنونه، بل ويقود آخرين كثيرين لاشتهائه، وينقلهم على الدوام من الموت إلى الخلود الأبدي. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس كيرلس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|