رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الرب قناني" للقديس البابا أثناسيوس الرسولي مع آباء آخرين "الرب قناني أول طريقه من أجل أعماله منذ القدم" [22:8]. تفسير القديس البابا أثناسيوس الرسوليلهذه العبارة له أهمية خاصة للرد على شهود يهوه المعاصرين، والذين تبنوا الأفكار اللآريوسية الخاصة بشخص السيد المسيح، لذلك منعًا من الإطالة استحسنت أن أخصص ملحقًا خاصًا بهذه العبارة. يلاحظ في أحاديث البابا أثناسيوس منهجه الخلاصي الرائع، فمع دخوله في حوارٍ لاهوتيٍ، كان ما يشغل ذهنه هو خلاص الإنسان وتمتعه بشركة الأمجاد الأبدية. ففي تأكيده الميلاد الأزلي ووحدة جوهر الكلمة مع الآب، ركّز على عمل السيد المسيح الخلاصي خلال تجسده. قدم لنا بحق صورة رائعة وعذبة لمحبة الله الفائقة ولذته في بني البشر. قام المرحوم صموئيل كامل عبد السيد مع الدكتور نصحي عبد الشهيد بتعريب المقالة ونشرها. وقد استحسنت أن اقتبس كثيرًا من العبارات عن هذه الترجمة لمركز دراسات الآباء بالقاهرة (أكتوبر 1987). أهمية العبارة شغلت العبارة "الرب قناني (خلقني) أول طرقه لأجل أعماله”(أم22:8) قلب البابا أثناسيوس الرسولي، وقد كرّس أغلب مقاله الثاني ضد الأريوسيين لشرح هذه العبارة. كتب ثلاثة فصول كمقدمة لتفسيرها (فصول16-18)، وأربعة فصول في تفسير العبارة (19-22). يقول البابا أثناسيوس عن الأريوسيين: [إذ ملأوا كل مكان بهذا القول المأخوذ من الأمثال، يبدو لدى كثيرين من الذين يجهلون العقيدة المسيحية أنه يعني شيئًا ما، لذلك من الضروري أن نفحص لفظ "خلق" لكي يظهر للجميع أنهم في هذا الأمر كما في غيره ليس لديهم سوى الخيال.] عرض البابا أثناسيوس الرسولي تفاسير الأريوسيين للعبارة وقام بالرد عليهم، موضحًا أن تفاسيرهم جاءت لخدمة أفكارهم الخاصة، ولا تتفق مع بقية أسفار الكتاب المقدس ولا مع روحه. وقدم التفسير اللائق بالعبارة، جاء هذا التفسير يحمل روح الكتاب ليُعلن بكل قوة سرّ الخلاص، وعمل حكمة الله المتجسد في حياتنا. سفر رمزي يوضح البابا أثناسيوس أن سفر الأمثال سُجل بلغة الرمز، لهذا لا يليق أن تؤخذ آية واحدة وتُفسر بمعناها الظاهر، بل يلزم الدخول إلى أعماق العبارة واكتشاف المعنى السرّي الخفيّْ. كُتب: "الرب خلقني أول طرقه من قبل أعماله"؛ على أي الأحوال هي أمثال، عُبر عنها بطريق الأمثال، فلا يجوز لنا تفسيرها بمعناها الظاهر، بل نسأل بتقوى إدراك معناها.. فما يُقال في "الأمثال" لا يُقدم بوضوح بل بطريقة كامنة، وذلك كما يُعلمنا الرب نفسه في الإنجيل بحسب يوحنا: "تكلمت بهذه الأمور بأمثالٍ ولكن يأتي الوقت الذي لا أعود أتكلم فيه بأمثال بل علانية" (أنظر يو25:6). لهذا وجب أن نكشف عن المعاني ونبحث عنها كأمرٍ خفيٍّ، وليس بطريقة واضحة، فتُفسر كما لو كان المعنى واضحًا، لئلا بالتفسير الخاطئ نضل عن الحق. لو كان الحديث المكتوب عن ملاكٍ أو أي شيء آخر مما له بداية أو عن واحدٍ منا نحن أعماله، لتُفهم: "خلقني". لكن إن كان الحديث عن "حكمة الله، الذي فيه خُلق كل ما هو له بداية، فيتحدث عن الحكمة ذاتها ألا يلزمنا أن نفهم تعبير "خلقني" دون أن تحمل أي تعارض مع تعبير "ولدني"؟ فلا ننسى أن "الحكمة" هو الخالق والصانع، ولا نجهل الفارق بين الخالق والمخلوقات، فلا يُحصى بين المخلوقات، بل تعني معنى آخر. فإذ ذُكرت في الأمثال، لا يُؤخذ المعنى الواضح بل الكامن الذي أُوحي للقديسين لاستخدمه في النبوة. لقد جاء معنى "خلقني" بعد ذلك مباشرة في موضع آخر، فيقول: "الحكمة بنت بيتًا". الآن واضح أن جسدنا هو بيت الحكمة الذي أخذه الحكمة لنفسه ليصير إنسانًا، لهذا يقول يوحنا بوضوح: "الكلمة صار جسدًا" (يو14:1)... في هذه العبارة [22]، لا يعني جوهر لاهوته، ولا ولادته الأزلية الأصلية من الآب عندما يتكلم الكلمة بواسطة سليمان، بل يعني الجانب الآخر، أي تدبيره من أجلنا. وكما سبق فقلت لم يقل: "أنا مخلوق” أو "صرت مخلوقًا".. البابا أثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أم نور “أم الخالق” |
سلام من الخالق |
يا رب أنت الخالق والمبدع |
الله الخالق |
الخالق في ... |