فَقُلْتُ: إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي.
فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! [11]
* الظلمة هنا تعني الضيق. فإنه يعني هذا: صرت محصورًا بالمتاعب، وقلت لنفسي: "الظلمة تغشاني، أي الظلمة تطأني تحت قدمها. وجاءت في ترجمة أخرى: "الظلمة تحجبني، والليل صار نورًا في عجزي"، وجاء في ترجمة أخرى: "يشرق الليل حولي". ماذا يعني هذا؟ يقول: "فجأة تحول الضيق إلى خيرٍ، أو بالحري ليس الضيق تحول إلى خير، وإنما وإن كان الضيق ضغط عليّ، صرت في حال أفضل. لم يقل إن الليل قد زال، إنما الليل يضيء، فمع بقاء الليل ليلًا واضح أن المتاعب والكوارث (يشير إليها بتعبير الليل) لم تعد تطأني تحت قدمها، بل أضاء نور في الليل، أي غطاني العون. تحولت الأمور إلى ما يضادها وتظهر هكذا عندما يريد الله. ألم تروا الأتون يشتعل والندى يُرطبِّ دون أن ينطفئ الأتون ولا الندى يجف، المطر والنار معًا؟ (في قصة الثلاثة فتية في أتون).
القديس يوحنا الذهبي الفم
* الآن أؤمن بالمسيح، الآن انطلق عاليًا بجناحي الحب الثنائي... وإذ أتطلع إلى طول الطريق أقول لنفسي: "والليل يضيء في بهجتي"... شكرًا له، ذاك الذي بحث عني حين كنت هاربًا، ذلك الذي يضرب ظهري بالجلدات، والذي استدعاني من الدمار، وجعل ليلي نورًا. فإن الليل طويل، ونحن نعبر هذه الحياة. كيف صار الليل نورًا؟ لأن المسيح نزل إلى الليل.
القديس أغسطينوس