ما هي العلاقة بين التمييز وإرشاد الروح القدس

[Mary Naeem]

ما هي العلاقة بين التمييز وإرشاد الروح القدس


العلاقة بين التمييز وإرشاد الروح القدس قوية ولا يمكن فصلها. فالتمييز المسيحي الحقيقي مستحيل بدون حضور الروح القدس المنير والممكّن. بينما نسعى لفهم إرادة الله واتخاذ خيارات حكيمة، يجب أن نتذكر دائمًا أن الروح القدس هو الذي يقودنا إلى كل الحق (يوحنا 16: 13).

إن الروح القدس، الذي أُعطي لنا في المعمودية وتعزز في التثبيت، يسكن فينا كمساعد ومرشد إلهي لنا. من خلال الروح القدس نستطيع أن نصرخ "أبّا، أبانا" (رومية 8: 15) وأن ندرك هويتنا كأبناء الله الأحباء. هذه العلاقة الأساسية مع الله، التي يعززها الروح القدس، هي أساس كل تمييز.

في عملية التمييز، يعمل الروح القدس بطرق مختلفة. فهو ينير عقولنا، ويساعدنا على رؤية المواقف والخيارات من منظور الله. يمنحنا الروح القدس الحكمة والفهم، وهما من مواهبه الثمينة التي تمكننا من اختراق سطح الأشياء وإدراك مغزاها الروحي الأعمق.

الروح القدس ينقي قلوبنا ونوايانا. إنه يساعدنا على التعرف على الدوافع الأنانية والمخاوف والتعلقات التي قد تحجب حكمنا على الأمور والتخلي عنها. بينما ننمو في طاعتنا للروح، نصبح أكثر انسجامًا مع دوافع النعمة الخفية وأكثر مقاومة لخداع الشرير.

يقوي الروح أيضًا إرادتنا لاختيار ما هو صالح وصحيح، حتى عندما يكون صعبًا. إنه يغمرنا بالشجاعة والثبات، مما يمكننا من التغلب على العقبات والمثابرة في اتباع مشيئة الله بمجرد أن نميزها.

من المهم أن نتذكر أن إرشاد الروح القدس يأتي إلينا غالبًا من خلال وسائل عادية. إنه يتكلم من خلال الكتاب المقدس، وتعاليم الكنيسة، ونصائح المستشارين الحكماء، وأحداث حياتنا اليومية. لا يكون صوت الروح القدس عادةً عاليًا أو دراماتيكيًا، بل يكون لطيفًا ومثابرًا، مثل "الصوت الصغير الساكن" الذي سمعه إيليا (1ملوك 19:12).

في التمييز، يجب أن ننمي حساسية عميقة لحركات الروح في داخلنا. وهذا يتطلب الصلاة المنتظمة والصمت والتأمل. بينما ننمو في علاقتنا مع الله، نصبح أكثر مهارة في التعرف على إرشاد الروح. نتعلم التمييز بين أفكارنا ورغباتنا والإلهامات الحقيقية للروح القدس.

إن ثمار الروح - المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف واللطف والصلاح والأمانة والوداعة وضبط النفس (غلاطية 22:5-23) - هي أيضًا مؤشرات مهمة في التمييز. الخيارات التي تقودنا إلى إظهار هذه الثمار هي على الأرجح متناغمة مع إرشاد الروح.

دعونا لا ننسى، ولكن هذا التمييز ليس مجرد انتظار سلبي لتوجيهات الروح. نحن مدعوون إلى التعاون بنشاط مع الروح، مستخدمين عقلنا، ومستعينين بالكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة، وممارسة الحكم الحكيم. فالروح القدس يحترم حريتنا وغالبًا ما يرشدنا من خلال الاستخدام السليم لملكاتنا الطبيعية.

أخيرًا، تذكر أن الروح القدس يقودنا دائمًا إلى عمق سر المسيح وكنيسته. أي تمييز يبعدنا عن الشركة مع جسد المسيح أو يتعارض مع الحقائق المعلنة لإيماننا ليس من الروح القدس.