المؤمن الذي يعيش بما ينادي به، ويُطبِّق ما يؤمن به، يختبر راحة وهدوءًا وثباتًا لا يوصف. يشعر دائمًا أنه يعيش الحياة بطريقة صحيحة. وأن إيمانه ومعتقداته قابلة للتنفيذ؛ هذا بدوره يملأه بقوة ويقين أكبر بأن ما ينادي به هو حق يُعاش فيُنادي به أكثر ويعلنه بكل قوة ودون اهتزاز أو تردد. فهو يُصدَّق ما يقوله لأنه اختبره في حياته. كما أن كلامه يجد صدى وقبول ممن يسمعونه لأنه يقوله عن اختبار.
تجد هذا المؤمن أيضًا لديه إمكانية خاصة لمساعدة الآخرين في أن يعيشوا ذات الحياة لأنه سلك الطريق قبلهم، ويعرف صعوبات الطريق جيدًا، تجد لديه إجابات واقعية ومقنعة عن الكثير من المواقف والأمور التي تحدث مع من يسلك هذا الطريق.
أما من يُنادي بمبادئ ومعتقدات نظرية دون تطبيق قد تجده ماهرًا جدًا في تقديم هذه الحقائق؛ لكنه يقف عاجزًا أمام الإجابة على الكثير من الأسئلة وتفسير بعض المواقف العملية والأحداث التي يتعرض لها هو أو الآخرين. فهو لم يختبر ولم يَمُرّ بذات الطريق؛ هو كرجل المرور الذي يُحرك الجميع دون أن يتحرك من مكانه.