"ولا وُجد في فمه مكر".
فعلى الرغم مما لاقاه من قسوة موجعة من الأشرار، ولكن لم تخرج من شفتيه كلمة- سواء في سؤال طرحه أو إجابة أعطاها- مما تشوه خطواته بالخداع أو المكر. أما نحن فبالأسف، في أوقات كثيرة، فالحسد والخبث يختفيان وراء كلماتنا التي هي "أنعم من الزبدة" و"ألين من الزيت". ولكن الرب لم تكن عنده دوافع شريرة تكمن خلف كلماته. أما عن الفريسيين فعندما سألوا الرب سؤالاً بدا في ظاهره بريء ولكنه كان يخفي الخبث من ورائه، قالوا له: "أيجوز أن تُعطى جزية لقيصر أم لا؟". نقرأ عنهم أنهم "تشاوروا لكي يصطادوه بكلمة" (متى 22: 15- 18). وطالما الجسد فينا فمن المحتمل جداً أن ننشغل باصطياد أحدنا الآخر بالكلمات الناعمة والتساؤلات التي تبدو بريئة. وللأسف فإننا نُخفي أحياناً هجومنا على الآخرين بالكلمات التي نتخاطب بها مع الله في الصلوات الجهارية. يا له من تحريض جميل وأساسي أن نتبع خطواته ذاك الذي لم يوجد في فمه غش.