رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكان تأثيره شاملاً ودائماً لا تزال شخصية المسيح - بعد ألفي سنة - تترك تأثيرها على البشر، ففي كل يوم يختبر بعض الناس اختبارات ثورية مع يسوع! ويقول كنث لاتوريت المؤرخ العظيم: الفهم المسيحي للتاريخ لا ينكر التقدم.. وكلما مضت القرون تجمَّعت الأدلة - من تأثير المسيح في التاريخ - على أن يسوع هو أعظم من عاشوا تأثيراً على الناس، ويبدو أن هذا التأثير يتزايد. ويضيف فيليب شاف: بدون مال أو أسلحة هزم يسوع الناصري ملايين أكثر من الاسكندر وقيصر ونابليون. وبدون علوم أفاض نوراً على الأمور الزمنية والأمور السماوية أكثر من كل الفلاسفة والعلماء مجتمعين، وبدون دخول مدرسة بلاغة تحدث بكلمات الحياة كما لم يتحدث أحد من قبل، وأثَّر في سامعيه كما لم يؤثر شاعر أو خطيب، وبدون أن يكتب سطراً واحداً دفع أقلاماً كثيرة لتكتب، وقدَّم أفكار عظات وخطب ومناقشات ومجلدات وأعمال فنية وترانيم وتسابيح أكثر من كل الأبطال والعظماء عبر العصور القديمة والحديثة (6) ويقول مارتن سكوت: إن تأثير يسوع على الناس اليوم قوي كما كان قوياً وقت أن كان على الأرض. لقد صرف على الأرض ثلاث سنوات فيها تتركَّز أعمق معاني التاريخ والدين، ولم تمضِ حياةٌ بمثل هذه السرعة والهدوء والتواضع، ولكنها أثارت اهتمام الفكر الإنساني بصورة شاملة. وعندما ترك يسوع الأرض قال لتلاميذه إنهم سيعملون أعمالاً أعظم من تلك التي عملها هو. وقد حقّقت القرون صدق هذا القول! ولا يزال يسوع يعمل اليوم في عالمنا (أشياء أعجب مما فعل وهو على الأرض)، من خلال أتباعه. فهو يفتدي الناس ويغيّر حياتهم للأفضل، متقدماً بهم إلى كل ما هو حق وجليل وعادل وطاهر لخير البشر في مختلف الميادين. ولنا كل الحق أن نشير إلى تأثير يسوع العظيم، لا كمسألة في الماضي، بل كأمر يلمس الحياة في كل جوانبها، اليوم. ويقول وليم ليكي: حضّ الأفلاطونيون الناس على الاقتداء باللّه، وحضّهم الرواقيون على اتّباع العقل، وحضَّهم المسيحيون على حب المسيح. أما الرواقيون المتأخرون فقد جمعوا الصفات الممتازة في حكيم نموذجي. وحض أبكتيتوس تلاميذه أن يتمثّلوا أمامهم شخصاً عظيماً يتخيلونه قريباً منهم. على أن حكيم الرواقيين النموذجي كان شخصاً يحاولون محاكاته، دون أن يتحول إعجابهم به إلى حب. لكن المسيحية وحدها قدمت للعالم الشخصية النموذجية، التي - بالرغم من تغيُّرات ثمانية عشر قرناً - ألهمت قلوب الناس بالحب الصادق، وعملت في كل العصور والأمم والأمزجة والظروف. فهي لم تقدم أسمى نماذج الفضيلة فحسب، بل وأعظم الدوافع على ممارستها. صرفت هذه الشخصية ثلاث سنوات قصيرة عامرة بالنشاط أثَّرت في تجديد البشر وتهذيبهم أكثر مما فعلت كل بحوث الفلاسفة ومواعظ رجال الأخلاق، وكانت هذه الشخصية هي نبع أفضل ما في الحياة المسيحية. وفي وسط الخطايا والسقطات والشعوذات والاضطهادات والتعصُّبات التي شّوَهت الكنيسة، حفظت في شخص مؤسّسها ومثاله، القوة الدائمة الفعالة في التجديد. إن الآلاف والملايين اليوم. كما في كل العصور، يشهدون لقوة المسيحية ومجدها في معالجتها للخطية والشر. وهذه الحقائق تقف قوية لتُقنع كل من يريد أن يتعلم.. إن إنجيلاً خامساً يُكتب الآن، هو عمل يسوع المسيح في حيوات وقلوب الناس والأمم. وقال نابليون: يسوع وحده نجح في السمو بفكر الناس إلى غير المنظور فوق حدود الزمن والمسافات. إنه يطلب ما يصعب عمله، وما لا تقدر الفلسفة على الوصول إليه، وما يفشل الصديق في الحصول عليه من صديقه، والأب من أولاده، والعريس من عروسه، والرجل من أخيه! إنه يطلب القلب البشري كله بدون قيد ولا شرط ليكون قوة في مملكة المسيح. وكل من يؤمنون به بإخلاص يختبرون حباً فوق الطبيعي له، وهي ظاهرة تفوق خيال البشر. ولا يقدر الزمن بكل تأثيره الهدَّام أن يستنزف قوة هذه المحبة أو يضع حداً لها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صدق انه بيحبك ودائماً بيعمل لخيرك |
اني اريده منك فردٌهُ إليٌ سالماً |
شكراً لك يا رب لأنك أبي ودائماً بقربي |
أنت معي …….ودائماً |
"سالماً سالماً" |