وكانوا يَقولونَ وَهُم في غايةِ الإِعْجاب:
قَد أَبدَعَ في أَعمالِه كُلِّها، إِذ جَعلَ الصُّمَّ يَسمَعون والخُرْسَ يَتَكَلَّمون!
تشير عبارة "وَهُم في غايةِ الإِعْجاب" إلى تعجب الجمع على جواب الإنسان: من هو يسوع؟ الناس أعجبوا بيسوع لدرجة أنهم كانوا يثنون عليه ويعبٍّرون عن اندهاشهم بقدرته على عمل المعجزات بشكل رائع. والإعجاب والدَّهشة هو علامة المقدس. أمَّا عبارة "قَد أَبدَعَ في أَعمالِه كُلِّها" فتشير إلى هتاف الشَّعب الذي يستبق اعتراف الجماعة المسيحيَّة بما يصنعه الله بواسطة يسوع في نهاية الأزمنة. وهذا القول يصدق على كل أعمال المسيح على الأرض حسبما قيل عن عمل الله في بداية الخليقة "رأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا " (التَّكوين 1: 37). فالذي كان يعمل في البدء لأجل الإنسان هو بعينه قد جاء ليُجدِّد الخليقة، ويرد للإنسان بهجته وسلامه. فنحن هنا أمام موضوع الخلق الجديد. جاء يسوع وهو يحمل الشِّفاء لأجساد النَّاس، والخلاص لأرواحهم. لقد كان يخلق من جديد. وهكذا تكوَّنت في يسوع بشريَّة جديدة. وفي الواقع، كان اليهود ينتظرون إعادة بهاء الفردوس في نهاية الأزمنة.