رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التسبيح لله: 22 وَوَقَفَ سُلَيْمَانُ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ 23 وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، لَيْسَ إِلهٌ مِثْلَكَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَلاَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ، حَافِظُ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ السَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ. 24 الَّذِي قَدْ حَفِظْتَ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ، فَتَكَلَّمْتَ بِفَمِكَ وَأَكْمَلْتَ بِيَدِكَ كَهذَا الْيَوْمِ. 25 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ احْفَظْ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ قَائِلًا: لاَ يُعْدَمُ لَكَ أَمَامِي رَجُلٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ، إِنْ كَانَ بَنُوكَ إِنَّماَ يَحْفَظُونَ طُرُقَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا أَمَامِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي. 26 وَالآنَ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَتَحَقَّقْ كَلاَمُكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ أَبِي. 27 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ "ووقف سليمان أمام مذبح الرب تجاه كل جماعة إسرائيل، وبسط يديه إلى السماء" [22]. كان وجه سليمان نحو قدس الأقداس عندما أحضر الكهنة تابوت العهد، وعندما خرجوا وملأ السحاب البيت. وبدأ حديثه وهو متَّجه نحو قدس الأقداس. الآن إذ بدأ يبارك الشعب حوَّل وجهه نحوهم [14]، فإنَّه لا يبارك أحد آخر وهو يعطيه القفا، بل يعطيه الوجه. اعتادت الكنيسة في كل مرة يبارك الكاهن شخصًا أو الشعب أن يعطيه أو يعطيهم وجهه، حتى إن كان واقفًا أمام الهيكل. حمل تدشين الهيكل مفاهيم حيَّة لبيت الرب: * بيت الذبيحة: قدم سليمان والشعب ذبائح كثيرة لأنَّه بدون سفك دم لن تحصل مغفرة. لقد عرَّف القدِّيس أغناطيوس النورانيالكنيسة بأنَّها "موضع الذبيحة". ففي الكنيسة نلتقي بالسيِّد المسيح الذبيحة الحقيقيَّة، ونتَّحد به فتصير حياتنا ذبيحة حب فائقة. * بيت الصلاة: قدم سليمان صلاته للتدشين. * بيت الفرح: كان التدشين عيدًا مفرحًا للجميع. والكنيسة هي حياة في الرب واهب الفرح الدائم. * بيت التسبيح: حيث بارك سليمان الرب وسبحه. يقول القدِّيس أغناطيوس النوراني: [اهتمُّوا في أن تجتمعوا بكثافة أكثر لتقديم الشكر والمجد لله، فعندما تجتمعون مرارًا معًا في الاجتماع الأفخارستي تضمحل قوى الشيطان وتنحل قوَّته أمام إيمانكم وتآلفه]. * بيت الحب: بالحب طلب سليمان لا من أجل الشعب فحسب، بل ومن أجل الأجنبي أيضًا. يُقصد بمذبح الرب هنا مذبح المحرقة لا مذبح البخور، حيث قدم سليمان صلاته أمام كل جمهور الشعب. "وقال أيها الرب إله إسرائيل ليس إله مثلك في السماء من فوق ولا على الأرض من اسفل، حافظ العهد والرحمة لعبيدك السائرين أمامك بكل قلوبهم" [23]. "حافظ العهد والرحمة". تعلَّم سليمان ذلك من أبيه الذي يعلن في تسبحته لله: "برج خلاص لملكه والصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله إلى الأبد" (2 صم 22: 51). لقد أدرك داود أن الله صانع رحمة بتحقيقه للوعود الإلهيَّة التي قدَّمها له ولحساب نسله إلى الأبد. لقد تمتَّع داود بنفس الفكر الذي عاشه موسى النبي القائل: "فاعلم أن الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد والإحسان للذين يحبُّونه ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل" (تث 7: 9). الله أمين في وعوده، لذا يليق بخاصته أن تكون أمينة له، لا بوضع أشعارٍ مملوءة بلاغة كاذبة، بل بحفظ وصاياه بأمانة. يمجدونه لا بكلمات بل بأعمال منيرة. أمين في تحقيق عهده "إلى ألف جيلٍ"، فهو ينبوع الحب الأمين عبر الأجيال. "الذي قد حفظت لعبدك داود أبي ما كلِّمته به، فتكلَّمت بفمك وأكملت بيدك كهذا اليوم" [24]. بعد تقديم الشكر لله الحافظ عهد والذي حقَّق وعوده الإلهيَّة، سأله سليمان الآتي: * ديمومة كرسي إسرائيل بحفظهم وصاياه[25]. * استمرار الحضرة الإلهيَّة وسط شعبه[29]. * إدانة الأشرار وتبرير البار[31-32]. * الخلاص من الأعداء بغفران الخطايا[33]. * الخلاص من الكوارث[35-40]. * مساندة الأجنبي التقي[41-43]. * النصرة في المعارك القادمة[44-45]. * تحرير من السبيّ بالغفران الجماعي[46-50]. * استمرار إقامة العهد الإلهي مع الشعب [51-53]. "والآن أيها الرب إله إسرائيل احفظ لعبدك داود أبي ما كلَّمته به قائلًا: لا يعدم لك أمامي رجل يجلس على كرسي إسرائيل. إن كان بنوك إنَّما يحفظون طرقهم حتى يسيروا أمامي كما سرتَ أنت أمامي. والآن يا إله إسرائيل فليتحقَّق كلامك الذي كلَّمت به عبدك داود أبي. لأنَّه هل يسكن الله حقًا على الأرض؟ هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت؟" [25-27]. قدَّم سليمان صلاة طويلة، وربَّما ما ورد هنا مختصر أو مقتطفات من صلاته. فإنَّه إذ ينفتح القلب على الله لا يجد الفم صعوبة في الحديث مع الله محبوبه. * إنَّه يسكن على الأرض، ملتحفًا بالجسد، ومسكنه مع البشر يتأثَّر بالارتباط والانسجام اللذين يحدثا بين الأبرار، واللذين يبنيا ويقيما هيكلًا جديدًا. فالمؤمنون هم الأرض، والأرض أيضًا تقارن بعظمة الرب. لهذا لم يتردَّد الطوباوي بطرس في القول: "كونوا أنتم أيضًا مبنيِّين كحجارة حيَّة، بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدَّسًا، لتقديم ذبائح روحيَّة مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بط 2: 5). وبالنسبة للجسد الذي يختتن، فإنَّه يقدِّسه كموضع مقدَّس لنفسه على الأرض. لقد قال: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيَّام أقيمه. فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بُنِيَ هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة أيَّام تقيمه؟ وأمَّا هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2: 19-21). القديس إكليمنضس الإسكندري |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قدَّم داود الملك وهو على فراش الموت وصيَّته لابنه سليمان |
صلاة سليمان |
أنا رأيته فعلا فى أحد الأديرة والحقيقة قصة طويلة أو رؤيــا طويلة |
صلاة طويلة مهيبة |
هذه صلاة ينصح بها سليمان الحكيم |